الرباط - العرب اليوم
شهدت منطقة الغندوري بمدينة طنجة حادثة بيئية أثارت استنكارا كبيرا لدى ساكنة المدينة ونشطائها البيئيين خصوصا، بعد أن لفظ البحر كمية هائلة من النفايات الصلبة شكلت صدمة حقيقية لكل من كان حاضرا لحظة كشف عملية الجزر عنها.
وتعليقا على هذا الحدث الذي تداول صوره مجموعة من النشطاء على موقع التواصل الاجتماعي، قال محمد عزيز الطويل، عضو المكتب التنفيذي لمرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة: "فعلا، شهدت المدينة ظاهرة غريبة لها ارتباط بالبيئة البحرية، حيث كشف مد مرتفع للبحر عن كمية أزبال غير مسبوقة بمنطقة الغندوري".
وأوضح الطويل أن المرصد تفاعل مع الحدث بجدية، وتابعه إلى حين تدخل كل من مقاطعة المغوغة وشركة صولمطا اللتين أشرفتا على عملية تنظيف الشاطئ من كومة النفايات.
واعتبر المتحدث، في تصريحه لهسبريس، أن هذه الظاهرة "لها ارتباط بمستوى الضغط السكاني على خليج طنجة الذي يعرف توافدا كبيرا للزوار، خصوصا في فصل الصيف؛ وهو ما أفرز نفايات ذات طبيعية بلاستيكية بالدرجة الأولى. كما أن التساقطات الأخيرة في أواخر شهر أكتوبر كان لها دور في وصول كمية من النفايات الصلبة في إطار تدفق السيول بالأودية الكبرى، التي تصب في الواد الجديد ثم بصفة مباشرة في البحر".
وأوضح عضو مرصد البيئة والمآثر التاريخية بطنجة أن النفايات تشكلت أيضا، بالإضافة إلى المواد البلاستيكية، "وصول نفايات مختلفة صلبة؛ من بينها بقايا أخشاب وألواح".
وزاد الطويل موضحا: "يعرف شاطئ طنجة كثافة ملحوظة في إطار السياحة البحرية، مقابل عدم وجود إستراتيجية واضحة لمعالجة النفايات الصلبة والمقذوفات التي تصبح ملوثة للبحر والشاطئ".
ودعا الناشط البيئي إلى ضرورة تعزيز الجانب التوعوي لدى الساكنة ولدى الجهات المسؤولة عن النظافة "التي يجب أن تباشر مهامها في أودية تصريف مياه البحر، التي تعرف اختناقات تصبح لاحقا نفايات متراكمة يلفظها ماء البحر، مع ضرورة أن تكون هذه المهام متواصلة وليس في طار حملات عابرة".
وركز الطويل في حديثه على المنطقة الرابطة بين "مارينا باي و"المنار"، "التي أصبحت من منطقة جذب سياحي على طول السنة، ويجب التعامل معها بجدية في إطار السلامة البيئية للشاطئ والبيئة البحرية".