يعتبر قطر ثاني أكبر مكان لتجمع أسماك القرش الحوت غير المفترسة  في العالم . وسيكشف النقاب قريبا عن أحد الأسرار المتعلقة بأعماق البحار بفضل دراسة أجريت في المياه القطرية حول القرش الحُوت وهو أكبر أنواع سمك القرش، بل وأكبر الأسماك على الإطلاق، وقد يصل طوله إلى 15 مترا . وتعتبر منطقة الخليج العربي ذات المياه الدافئة الموطن المثالي الذي تعيش فيه أسماك القرش الحوت التي استوطنته منذ أكثر من ستين مليون سنة. وفي عام 2010، نجح بعض العاملين في منصة حقل الشاهين في شمال قطر بالتقاط صور لأكثر من مائة من أسماك القرش الحوت . و قام (دايفيد روبنسون) من جامعة (هيريووت وات) بالاطلاع على هذه الصور وارسالها الى وزارة البيئة القطرية . وقد أكد السيد محمد الجيدة الخبير بوزارة البيئة أهمية هذا الإكتشاف وأعلن عن التعاون مع السيد روبنسون  لتشكيل مشروع الأبحاث الخاصة بالقرش الحوت في قطر بهدف إكتشاف المزيد عن أنماط عيش هذه الأسماك، وعن تصرفاتها ودورة حياتها وأنماط الهجرة لديها. وتشير الدراسة الى أحد أهم الأسباب وراء تواجد هذا النوع من القرش في منطقة حقل الشاهين النفطي، هو وجود المنصات البحرية الضخمة، حيث تشكّل هذه الهياكل بيئة اصطناعية للأسماك تشبه الحيد البحري، كما أن القوانين التي تقيّد صيد الأسماك في هذه المنطقة تساعد في وفرتها بشكل كبير، كما تشكّل الأسماك التي فرخت حديثاً مصدر غذاء للقرش الحوت، حيث تجتذبه بأعدادها الكبيرة إلى منطقة حقل الشاهين. وتعمل شركة “ميرسك قطر للبترول” على وضع أجهزة بث صوتية في مناطق أسماك القرش الحُوت في محاولة هادفة لتسليط الضوء على التنوع البيولوجي البحري في هذه المنطقة النائية. وفي عام 2012 ، قام فريق من الباحثين القطريين والدوليين برحلة بحث بحري استمرت 12 يوماً، وصحبهم فيها فريق خبير بالتصوير تحت الماء، وذلك لدراسة التواجد الضخم لأسماك القرش الحوت في منطقة حقل الشاهين، وللتعرّف عليها بشكل أكبر. وقد أكد السيد محمد الجيدة أن هذه المنطقة: “قد تكون أحد أكبر أماكن تجمع القرش الحوت في العالم”.