أوصى المؤتمر الاقتصادى، الذى يعقده التيار الشعبى المصرى بمركز إعداد القادة، أعماله اليوم تحت عنوان "إنقاذ الاقتصاد المصرى.. نحو برنامج بديل"، بحضور عدد كبير من الخبراء والباحثين الاقتصاديين، والشخصيات العامة باستخدام المصادر المتجددة للطاقة (كالشمس، الماء، والرياح). ودارت الجلسة الأولى، لليوم الثانى، عن "الثروات الطبيعية والطاقة والتصنيع"، وبدأها المهندس حسام الزيات بتقديم دراسته عن الطاقة الشمسية.. الثروة الطبيعية المهدرة وإمكانيات التوظيف والعائد المالى والتشغيلى منها، وأكد أن الطاقة هى المحرك الرئيسى للحياة، وأنه ليس من الضرورى أن تصبح مصادر الطاقة الأساسية الآن كما كانت، فمصادر الطاقة المتجددة لا تنفد وعلينا استخدامها كالطاقة الشمسية والمائية وطاقة الرياح. وأوضح أننا ننظر إلى الطاقة الشمسية الآن لأنها الطاقة الأم، وهى مصدر الطاقات الأخرى، مثل طاقة الرياح، فالطاقة الشمسية كل 90 دقيقة منها على الأرض تكفى حاجة سكان الأرض لمدة عام، كما أن الطاقة الشمسية التى تحصل عليها الأرض فى سنة تكفى استخدامات البشر مئات السنين، وتعد مصر بموقعها الجغرافى فى قلب الحزام الشمسى وحظها من الطاقة الشمسية وفير. وأكد الزيات أن استخدام الطاقة المتجددة سيوفر الكثير، قائلا، إنه مع استخدام الطاقة المائية فى السد العالى تم توفير ثلثى احتياجات مصر، وهو المصدر الوحيد المتجدد للطاقة الذى تم استخدامه فى مصر. وقال إن الأمل فى مصر فى الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ولا يمكن أن نحصل من الطاقة المائية على أكثر من ذلك، فالطاقة الشمسية لها استخدامات أخرى، مثل تسخين المياه حين استخدامها بشكل مباشر، والإضاءة الشمسية إن تم استخدامها فى إنارة المنازل، والأراضى الزراعية وتخفيف السماد العضوى. وقال المهندس حسام الزيات، إنه يمكن استخدام الطاقة الشمسية فى حل أزمة نقص المياه عن طريق تحلية مياه البحر التى تحتاج قدرا كبيرا من الطاقة، وترجع أهمية الطاقة الشمسية إلى أنها تطيل عمر الطاقة التقليدية وتوفر فرص عمل، فكل 100 ميجا وات توفر 400 وظيفة. وأكد الزيات أن هناك معوقات فى استخدام الطاقة الشمسية، وهى التكلفة المبدئية اللازمة لإنشاء أنظمة شمسية عالية، وفى ظل الارتفاع المتزايد لأسعار البترول، قريبا جدا سيصبح سعر الطاقة المولدة بالطاقة الشمسية منافسا لطاقة البترول، هذا غير أن حرق الطاقة التقليدية ينتج مشاكل حلها مكلف جدا وآثارها البيئية خطيرة. وعلق حمدين صباحى، مؤسس التيار الشعبى، بقوله، "إن استغلال الثروات الطبيعية المتمثلة فى الشمس التى تعتبر من أهم المزايا النسبية لمصر لإنتاج الطاقة الشمسية وتحويلها إلى كهرباء وتصديرها إلى الدول التى تحتاج لطاقة نظيفة صديقة للبيئة، مثل الشمس والرياح، يمكنه أن يكون مصدراً هائلاً للاقتصاد المصرى يماثل البترول لدول الخليج. وأكد أن التصنيع هو المحور الرئيسى فى رؤية التيار الشعبى للنهوض بمصر. فيما تناولت كلمة الدكتور طه عبد العليم عدة أبعاد عن التصنيع فى موضوع دراسته "نحو استراتيجية وخطط مرحلية جديدة للتصنيع فى مصر"، وتحدث عن حتمية التصنيع وخبرة مصر التصنيعية وتراجعها فى العقود السابقة، متخذاً النموذج الكورى كمثال جيد فى تطور سبل الصناع، مشيراً إلى أن كوريا أصبحت تصدر فى الآونة الأخيرة أكثر من كل الدول النووية مجتمعة، وأن النموذج الكورى ليس بعيداً عن مصر. وأضاف أنه بعد طلعت حرب ظننا أن الاقتصاد المصرى لن يقوم مرة أخرى، ولكن جاءت ثورة يوليو وأصبحت مصر فى سنة 70 من أكثر الدول تصنيعاً، مشيراً إلى أن التصنيع فريضة غائبة على قائمة أولويات الأحزاب المعارضة والقوى الوطنية. وأكد الدكتور عبد العليم أن خبرة مصر فى مجال التصنيع كبيرة جدا، وبدأت فى عهد محمد على، فاليابان كانت تتعلم من مصر حينها، وكان سبب تطور الصناعة فى عهد محمد على استغلاله لكفاءة الأفراد وخبراتهم رغم أزمة الطاقة وقتها.