لندن ـ فارس
شهدت جزيرتا بريطانيا وإيرلندا عدة تغيرات مناخية جذرية خلال الـ 60 مليون سنة الأخيرة، حيث حلت محل حقبة المناخ الحار والرطب، حقبة المناخ الجفاف التي تبعها العصر الجليدي. كان العلماء يعتقدون أن أي نوع من الحيوانات لم يقدر على البقاء حيا في ظل هذه الاهتزازات المناخية الجدية، لذلك تشكل عالم الحيوان المعاصر للجزيرتين بعد التغيرات المذكورة. اكتشف فريق من علماء الأحياء من جامعة هال البريطانية، على هذه الخلفية، أن نوعين من القشريات الصغيرة جدا لهما الحق في اعتبارهما أقدم الكائنات الحية التي سكنت الجزر البريطانية. أظهرت كافة الأبحاث السابقة، أن حيوانات الجزر البريطانية هاجرت من القارة الأوروبية مثل الأرنب الإيرلندي الذي ظهر هنا منذ عدة عشرات ألاف السنين. أخذ العلماء 679 عينة مختلفة من فصيلة قشريات معينة من آبار ومناجم في بريطانيا وإيرلندا وبلجيكا وهولندا وألمانيا وفرنسا. تعيش هذه القشريات الصغيرة في مياه جوفية في ظروف العتمة المطلقة، وهي عمياء وتتغذى على الرواسب العضوية. بينت نتائج تحليل عينات الحمض النووي للقشريات التي عثر عليها في الابار والمناجم المذكورة، أن نوعين اثنين من هذه الأنواع تعيشان في المنطقة منذ 19 مليون سنة. تمكنت هذه الكائنات البقاء على قيد الحياة بفضل عدم تغير الظروف المحيطة بها خلال ملايين السنين من ناحية درجة الحرارة والتركيب الكيميائي، إلا بشكل ضئيل جدا.