روما - أ ف ب
اوقعت الفيضانات التي ضربت الاثنين جزيرة سردينيا الايطالية 17 قتيلا بينهم اربعة اطفال واضرارا مادية جسيمة ووصفتها السلطات بانها ظاهرة "استثنائية". وقال رئيس المنطقة اوغو كابيلاتشي ان حصيلة "17 قتيلا" موقتة وان هناك "عددا من المفقودين". وصرح جنفرانكو غالافو مدير الدفاع المدني المحلي لفرانس برس ان "نحو 20 الف شخص تأذوا من هذه العواصف". وقال "نبحث في المنازل والطوابق تحت الارض خصوصا في الضواحي. لدينا الكثير من العمل والان نتعامل فقط مع الحالات الطارئة" موضحا ان المساعدة تصل الى كافة مناطق سردينيا وباقي الجزيرة. وكان المسعفون يحاولون الوصول الى المناطق الريفية او الجبلية التي يصعب الوصول اليها بسبب انزلاقات التربة وانهيار الجسور. واضطرت فرق الاطفاء الى التدخل اكثر من 600 مرة. واسف سيلفيو سافيوتي المسؤول عن فرقة الاطفاء الخاصة بسردينيا، لان تكون "شاحنات الضخ" عالقة في المناطق التي غمرتها المياه. واعلنت الحكومة حالة الطوارىء لصرف 20 مليون يورو فورا "لانقاذ الارواح ومساعدة المنكوبين واصلاح الطرقات" حسب ما قال رئيس الوزراء انريكو ليتا مشيرا الى "ظاهرة طبيعية استثنائية". وغمرت المياه بلدة اولبيا الوجهة السياحية الشعبية في فصل الصيف. وتم اجلاء مئات السكان ونقلوا الى فنادق او قاعات رياضة او استقبلهم سكان اخرون من خلال الصفحة على فيسبوك "لنفتح منازلنا لمواطنينا". وبين القتلى اربعة افراد من اسرة برازيلية غرقوا في منزلهم الموجود في طابق تحت الارض قرب اولبيا. وشكا بعض السكان من انه لم يتم تحذيرهم مسبقا. الا ان المهندسة باولا باليارا المسؤولة في الدفاع المدني قالت لفرانس برس "وجه الدفاع المدني تحذيرا بوجود مخاطر قصوى ليس فقط لكمية الامطار بل ايضا لاحتمال وقوع فيضانات". وقال الدفاع المدني ان هذه الظاهرة كانت "استثنائية لحجمها ومداها" لانها طالت "كل القسم الشرقي لسردينيا مع هطول 440 ملم في محيط نوورو في حين ان النسبة الطبيعية في ايطاليا هي الف ملم خلال عام". وقالت المسؤولة انه "كل سنة تتأثر ايطاليا بظاهرتين او ثلاث مشابهة واعاصير متوسطية لا علاقة لها بما حصل في الفيليبين او في فيتنام". ولم يستخدم الدفاع المدني كلمة "اعصار" خلافا لوسائل الاعلام الايطالية. اما بشأن الوقاية من هذا النوع من الاحداث ذكرت المهندسة بان 82% من البلدات معرضة للانهيار او الفيضانات. واضافت "نحتاج الى الكثير من الموارد. مليارات اليورو لعمليات تدخل هيكلية على مجاري المياه وهناك ايضا مشكلة التوسع المدني مع تشييد مبان خصوصا في سبعينات وثمانينات القرن الماضي في المناطق الخطيرة". وفي منطقة اولبيا وحدها (شمال شرق الجزيرة) قضى 13 شخصا بينهم ثلاثة من اسرة واحدة قتلوا في سيارتهم لدى انهيار جسر وكذلك ام وابنتها جرفت المياه سيارتهما. وتوفي شرطي كان يواكب مع ثلاثة من زملائه سيارة اسعاف عندما انهارت الطريق التي كان يسلكها، في حين لقي اشخاص مصرعهم غرقا في منازلهم. وانتقلت التقلبات المناخية الثلاثاء الى باقي الجزيرة خصوصا كالابريا حيث تم اجلاء قرية من 150 شخصا ونابولي حيث علقت حركة العبارات. كما ادى سوء الاحوال الجوية الى ارتفاع مستوى المياه في مدينة البندقية الذي بلغ 1,24 مترا فوق مستوى البحر.