محطة شعب الإمارات للطاقة

 قام الدكتور سلطان أحمد الجابر وزير الدولة الإماراتي رئيس المكتب التنسيقي للمشاريع التنموية الإماراتية في مصر ؛ و الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة بإعطاء إشارة تشغيل مشروع محطة شعب الإمارات للطاقة الشمسية في سيوة بمحافظة مطروح والذي قامت شركة "مصدر"، مبادرة أبوظبي متعددة الأوجه للطاقة المتجددة، بالإشراف على تنفيذه ضمن المشاريع التنموية الإماراتية في مصر.

وجرت مراسم الافتتاح بحضور الشيخ الدكتور أحمد بن سيف بن محمد آل نهيان ، والدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء، و اللواء علاء أبو زيد محافظ مرسى مطروح، واللواء أركان حرب محمد مصري قائد المنطقة الغربية.

وتستخدم المحطة تقنية الألواح الشمسية الكهروضوئية وتصل طاقتها الإنتاجية إلى 10 ميجاوات، وتم ربطها بالشبكة المحلية لإمداد مدينة سيوة وتوابعها بالكهرباء.

وتنتج المحطة نحو 17,551 ميجاوات / ساعة سنويا ، تكفي لسد عجز الطاقة الكهربائية في المنطقة وتلبية احتياجات أكثر من 6 آلاف منزل ومنشأة عامة من الكهرباء بما يتيح تنفيذ العديد من المشروعات التنموية المحلية التي كانت بانتظار إمدادات الكهرباء، فضلا عن إنارة العديد من القرى والمناطق غير المرتبطة بالشبكة المركزية للكهرباء.

وتسهم المحطة في توفير استهلاك نحو خمسة ملايين لتر من الديزل سنويا ، وتفادي انبعاث نحو 14 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي في السنة.

ونقل الدكتور سلطان أحمد الجابر تحية القيادة في دولة الإمارات إلى أهالي سيوة، وأشاد بجهود وعزيمة العاملين في المشروع والتي أسهمت في إنجازه في وقت قياسي لم يتجاوز ستة أشهر، وقال: "تركز توجيهات القيادة في دولة الإمارات على سرعة إنجاز جميع المشاريع التنموية في جمهورية مصر الشقيقة لتحقيق أهدافها الجوهرية في خدمة المواطن المصري..ويسرنا اليوم افتتاح محطة شعب الإمارات للطاقة الشمسية في سيوة التي ستسهم أيضاً في خدمة القرى والمناطق المجاورة وتوفير الإنارة لآلاف المنازل، فضلاً عن توفير الطاقة اللازمة لتشغيل الصناعات المحلية وتحقيق التنمية المستدامة".

وأوضح أن القيادة في دولة الإمارات قد وجهت بتسمية المحطة بـ"محطة شعب الإمارات" تعبيرا عن محبة شعب الإمارات لأشقائه في مصر، وتجسيدا للعلاقات التاريخية الوثيقة والمتميزة التي تربط بين البلدين الشقيقين.

وأضاف: "تمتلك جمهورية مصرالعربية موارد وفيرة في مجال الطاقة المتجددة، بما فيها الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

 وتقدم الطاقة المتجددة مجموعة كبيرة من المزايا فهي الخيار الأفضل من حيث الجدوى الاقتصادية في المناطق البعيدة عن شبكة الكهرباء المركزية، فضلا عن كونها صديقة للبيئة ولا تتسبب بأي انبعاثات كربونية. وتعد الطاقة المتجددة من أهم الموارد التي تسهم في تنويع مزيج الطاقة وتعزيز أمنها بما يدعم تحقيق الخطط التنموية والتطويرية".

من جانبه، أشاد الدكتور محمد شاكر بمواقف دولة الإمارات المساندة والداعمة لمصر في مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة، وقال: "أود أن أتقدم باسم كل مصري بالشكر والتقدير للإمارات قيادة وشعبا على ما تقدمه لمصر من دعم يسهم في تعزيز قدرتها على مواجهة التحديات، وهذا ليس غريبا على الأشقاء في الإمارات لأنه يترجم علاقات قوية وراسخة بين البلدين أرسى قواعدها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، والذي يتمتع بحب وتقدير كل مصري لمواقفه التاريخية في الوقوف دوماً إلى جانب مصر".

وأشار إلى أن هذا المشروع يسهم في تعزيز الطاقة الإنتاجية للكهرباء في مصر، ويتماشى مع عزم الحكومة على استغلال الطاقة الجديدة والمتجددة بما يسهم في تخفيف الأحمال عن الشبكة القومية، ويبرز الاهتمام والخبرة الإماراتية الكبيرة في توليد الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية، وأضاف: "أتمنى أن يكون المشروع الإماراتي، الذي اعتمد على خبرة شركة "مصدر" في إنشاء محطات الطاقة الشمسية، بدايةً لنشر استخدام حلول وتقنيات الطاقة الشمسية في مختلف محافظات مصر بما يسهم في مواكبة الطلب المتزايد على إمدادات الطاقة الكهربائية، خصوصا وأن مصر تمتلك موارد وفيرة في مجال الطاقةالشمسية".

وقال اللواء علاء أبو زيد محافظ مطروح إن المشروعات التي تقوم دولة الإمارات بتمويلها والإشراف علي إنشائها فى مطروح تسهم فى تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين وتحسين ظروفهم المعيشية وتقديم حلول واقعية للعديد من المشكلات التي يواجهونها وتدعم الجهود التي تبذلها الحكومة المصرية فى مواجهة التحديات خاصة ما سيتم انشاءه فى واحة سيوة الواعدة خلال الفترة القادمة من تشغيل محطة سيوة للطاقة الشمسية والتي سيكون لها ابلغ الاثر فى تحسين الظروف المعيشية للمواطنين فى العديد من القرى النائية غير المرتبطة بالشبكة القومية للكهرباء وهذا بدورة يسهم فى تحقيق التنمية المستدامة فى تلك القرى والمناطق التي يقطنها آلاف المواطنين .

وأوضح أن منطقة سيوة تتميز بتجمعاتها السكنية المتباعدة والمتناثرة وكانت غالبية مناطقها فى حاجة ماسة إلي الإمدادات الكهربائية وبالتالي فإن توفير الطاقة الكهربائية إلي تلك المناطق سوف يسهم فى تحقيق نقلة حضارية كبيرة من النواحيالسياحية والتجارية والتصنيعية خصوصا فى مجال تشجيع الصناعات المحلية واقامة مناطق للصناعات التقليدية المعروفة فى واحة سيوة ومنها مصانع التمور والزيتون وغيرها وبالتالى سيتم توفير فرص عمل جديدة لأبناء المنطقة .

وتأتي المحطة ضمن المشروع الإماراتي للطاقة المتجددة الذي يتضمن تصميم وتوريد وإنشاء وتشغيل محطات وأنظمة منزلية للطاقة الشمسية لتغذية 70 قرية نائية و159 تابعا بالكهرباء ، وسيسهم المشروع في تزويد أكثر من 50 ألف وحدة سكنية بالكهرباء من مصادر متجددة للطاقة، مما يمثل 13% من إجمالي المباني التي لا ترتبط بشبكة الكهرباء على مستوى جمهورية مصر العربية في محافظات مطروح والوادي الجديد وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان وشمال وجنوب سيناء، ومن بينهاالمنازل والمساجد والمدارس والمرافق الطبية والمباني الخدمية التابعة للقطاع العام.

يشار إلى أنه سيتم من خلال المشروع الإماراتي للطاقة المتجددة في مصر إنشاء 4 محطات لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية،بما فيها محطة سيوة بطاقتها الإنتاجية البالغة 10 ميجاوات ، و3 محطات مركزية بطاقة 6 ميجاوات في الوادي الجديد، و4 محطات بالبحر الأحمر و4 أخرى بجنوب سيناء، وتركيب أنظمة شمسية منزلية لـ 6943 منزلا ومنشأة توفر 350 وات لكل منها، كما سيتم توفير الكهرباء لـ 211 مدرسة و80 مسجدا و16 مدرسة و9 عيادات، وكذلك إنشاء 8 محطات صغيرة لخدمة مناطق في مرسى مطروح وجنوب سيناء وقنا وسوهاج والأقصر وأسوان، وتشغيل 33 محطة صغيرة بطاقة تتراوح ما بين 20 إلى 120 كيلو وات موزعة على محافظات مرسى مطروح والوادي الجديد والجيزة وأسوان، وتركيب 1040 عمود إنارة تعمل بالطاقة الشمسية لخدمة التجمعات السكنية والقرى والمناطق النائية غير المرتبطة بشبكة الكهرباء.