توصلت دراسة سويسرية متخصصة الى الاستفادة من عوادم الغازات المنبعثة من محطات توليد الطاقة من المصادر المتجددة وتحويلها الى غاز الميثان. وقالت الدراسة الصادرة عن المختبر الاتحادي السويسري لعلوم المواد والتقنية ان الفكرة تعتمد على تفاعل غاز الهيدروجين الفائض من انتاج محطات توليد الكهرباء من طاقتي الشمس والرياح مع غاز ثاني اكسيد الكربون المنبعث من محطات انتاج ما يعرف بالغاز الحيوي بدلا من تسريب الغازين الى طبقات الجو. واضافت ان الميثان الناتج من هذا التفاعل هو بمثابة مصدر طاقة اصطناعي يمكن استخدامه كوقود للسيارات او في التدفئة او تخزينه لفترات طويلة لاستخدامه فيما بعد في تطبيقات مختلفة فضلا عن تعزيز مخزون كميات الغاز لاستخدامها في الازمات. واشارت الى ان هذه التقنية مبنية على تفاعل كيميائي معروف باسم (تفاعل ساباتيه) نسبة الى عالم الكيمياء الفرنسي بول ساباتييه الحائز على جائزة نوبل للكيمياء في عام 1912 الا ان الباحثين قاموا بتطوير التفاعل باستخدام عوامل محفزة مثل خليط النيكل وسليكات الالومنيوم لتسريع وتيرته. ويسعى الباحثون الى تطوير هذه التقنية لتحسين ظروف التفاعل وصولا به الى المستوى القابل للتطبيق في الصناعة بأقل جهد ممكن واعلى عائد متوقع من الغاز اذ ان المواد الاولية المستخدمة فيه مجانية كما ان المواد المحفزة للتفاعل لا يتم استهلاكها سريعا ويعاد استخدامها لفترات طويلة. وذكرت الدراسة ان هذه التقنية تدخل في سياق فلسفة جديدة في الحصول على موارد الطاقة تعرف باسم (من الطاقة الى الغاز) كناية عن الاستفادة من الطاقة المهدرة من محطات التوليد للحصول على غاز يمكن استخدامه ايضا كمصدر للطاقة ومن ثم القضاء على اي معدل هدر للطاقة والاستفادة منه في مجالات تطبيقية مختلفة. وتعتمد فكرة (من الطاقة الى الغاز) على طريقتين اثنتين الاولى تحويل الهيدروجين الى الميثان والثانية الاستفادة من انبعاثات اول اكسيد الكربون في توليد الغاز ذاته بعد التفاعل مع الماء.