يعد القطاع السكني المسؤول عن استهلاك نحو 53% من الطاقة الكهربائية المنتجة في المملكة ، فيما يُمكن للتغيرات البسيطة في عاداتنا اليومية، مثل: إطفاء الإنارة غير الضرورية ، أو أجهزة التكييف عند مغادرة الغرفة، في توفير الطاقة بشكل كبير. كما يُمكن ترشيد استهلاك الكهرباء في المنزل باتباع طرق عديدة : منها إيقاف تشغيل الأجهزة تماماً عندما لا تكون قيد الاستعمال، واستخدام المصابيح والأجهزة الكهربائية الموفرة للطاقة، واستخدام الطاقة بقدر الحاجة لها.. حيث أثبتت الدراسات أنه يمكن تخفيض هذا الاستهلاك بنسبة تزيد على 30% إذا قمنا بترشيد الاستهلاك في منازلنا. جاء ذلك في ثنايا المحاضرة التي ألقاها مساعد مدير عام المركز السعودي لكفاءة الطاقة ( كفاءة) للشؤون الإدارية المهندس عبدالله البواردي بعنوان ( الطاقة كنز قد يفنى ) ضمن الحملة الوطنية لترشيد استهلاك الطاقة بالتعاون مع مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة. وتناولت المحاضرة ، التي أقيمت ضمن ملتقى "مقهى العلوم" في مقر المعرض التفاعلي "مشكاة" بمدينة الرياض مؤخرًا ، عدة محاور تستهدف تعزيز مفهوم (رفع كفاءة الطاقة في المملكة )، والإجابة على تساؤل - لماذا يجب أن نحافظ على الطاقة في المملكة. وأرجع أسباب الزيادة في استهلاك الطاقة الكهربائية إلى نمط الحياة الآخذ في التطور والذي يحتاج إلى مزيد من الطاقة، بالإضافة إلى نسبة النمو السكاني في العالم . وبين المهندس البواردي أن الرفاهية والرخاء لا يعتمدان على الاستهلاك المتزايد للموارد، حيث إن فك الارتباط لا يعني وقف التنمية، لكنه يعني تحقيق مزيد التنمية باستخدام موارد أقل.. حيث إن الاستهلاك العالمي للموارد يتزايد على نحو خطير، ولا يعد نمطاً مستداماً بأي حال من الأحوال. وأوضح أن المملكة تواجه الكثير من التحديات في رفع كفاءة استهلاك الطاقة، من عدة أوجه منها: انتشار الأجهزة ذات الكفاءة المتدنية، بسبب أن قلة الوعي بكفاءة الطاقة تقود المستهلك لشراء أجهزة منخفضة الكفاءة، فضلاً عن محدودية الحوافز للمستهلك لاستبدال المنتجات ذات الكفاءة المتدنية بمنتجات ذات كفاءة أعلى في استهلاك الطاقة.