الطاقة النووية السلمية

أكد سعادة السفير حمد الكعبي المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن القرار الذي اتخذته الدولة عام 2008 بتطوير برنامجها السلمي للطاقة النووية قد جاء بعد مراعاة كافة الجوانب التي تضمن نجاح البرنامج.

وقال سعادته في مقابلة أجريتها معه الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إطار دراسة يعدها قسم الطاقة النووية بالوكالة حول مسيرة الدولة مع الطاقة النووية أن دولة الإمارات تعتبر أول دولة ترتاد مجال الطاقة النووية السلمية منذ 27 عاما.

وأوضح أن حكومة دولة الإمارات عملت على ضمان نجاح البرنامج منذ البداية حيث أصدرت سياسة إطارية مفصلة للاسترشاد بها في كافة مراحل تطوير البرنامج ..و استندت وثيقة السياسة العامة في تقييم إمكانية تطوير الطاقة النووية السلمية على أفضل الممارسات العالمية وشددت على التزام الحكومة بإصدار الأطر التشريعية الملائمة وإقامة البنيات التحتية اللازمة والتعاون مع كافة الأطراف المعنية وإعداد وتأهيل الكوادر الوطنية من خلال المنح التعليمية لدرجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في التخصصات المرتبطة بالطاقة النووية مما ساهم في تسريع قيام البرنامج.

وأشار سعادته إلى ان دولة الإمارات سعت لتعزيز تعاونها مع الدول المتقدمة في مجالات الطاقة النووية ووقعت معها اتفاقيات للتعاون الثنائي ونقل التكنولوجيا والمعرفة وفي مجال السلامة والأمن النووي وتطوير الموارد البشرية.

وذكر سعادته أن هناك العديد من العقود المصاحبة للعقد الرئيسي الذي وقعته الدولة مع الشركاء الكوريين لتطوير المفاعل النووي ومنها على سبيل المثال شركة حديد الإمارات التي قامت حتى الآن بتوريد ما يزيد عن 100 الف طن من الحديد المطابق لمواصفات المنشآت النووية لموقع بناء المفاعل.

وحول الشراكة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية قال سعادة السفير الكعبي أن التعاون بين دولة الإمارات والوكالة كان قائما قبل المباحثات الأولية حول برنامج الطاقة النووية السلمية.

وأضاف أن جميع الخطوات التي اتخذتها الدولة في تنفيذ برنامجها للطاقة النووية السلمية جاءت مطابقة لمعايير الوكالة وأن الاتفاقيات الموقعة تمت جميعها تحت مظلة الوكالة واشتراطاتها الخاصة بسلامة وأمن المنشآت النووية والالتزامات المنصوص عليها في اتفاقية الحد من انتشار الأسلحة النووية.

وألمح سعادة السفير الكعبي إلى أن أنشطة دولة الإمارات في برنامج التعاون الفني للوكالة شهدت نموا ملحوظا حيث ارتفعت إلى أكثر من 600 نشاط وفعالية خلال العام 2013 .

واختتم قائلا أن دولة الإمارات الآن على أعتاب الانتقال إلى مرحلة متقدمة في برنامجها لتطوير الطاقة النووية السلمية.. مشددا على تواصل التعاون مع وكالة الطاقة الذرية وعلى التقيد الصارم بإرشاداتها والاستفادة من الدعم الفني الذي توفره في هذا الإطار.