تمتلك دولة الإمارات العربية المتحدة وأبوظبي مكانة راسخة في قطاع الطاقة وذلك بفضل السياسة الحكيمة التي أرسى ركائزها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والتي استمرت في عهد التمكين بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، والمتابعة الحثيثة للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. ومن أهم ملامح هذه السياسة هي الرؤية المستقبلية بعيدة المدى والتخطيط السليم القائم على مبادئ علمية تأخذ في الحسبان ضرورة مواكبة متطلبات النمو السكاني والاقتصادي والاجتماعي. ومن هنا، كان إطلاق مبادرة “مصدر” من خلال شركة مبادلة للتنمية، حيث تأسست “مصدر” وفق رؤية استراتيجية تهدف إلى بناء قطاعٍ جديد يسهم في تنويع الاقتصاد والانتقال به من اقتصاد قائم على الموارد الطبيعية إلى اقتصاد قائم على المعرفة، وذلك تماشياً مع رؤية أبوظبي 2030 التي حددت الطاقة المتجددة واحداً من المجالات الأساسية لعملية تنويع الاقتصاد. وتتميز “مصدر” بأن جهودها لا تقتصر فقط على مشاريع توليد الكهرباء من خلال المصادر المتجددة، وإنما تركز على كافة جوانب سلسلة القيمة اللازمة لبناء أي قطاع، بدءاً من التعليم والبحث والتطوير من خلال معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا الذي تأسس بالتعاون مع مؤسسة أكاديمية مرموقة عالمياً هي “معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا”. إضافة إلى الاستثمار في تطوير التقنيات النظيفة وتنفيذ المشاريع المحلية والعالمية لتوليد الطاقة من المصادر المتجددة وخفض انبعاثات الكربون، وانتهاءً ببناء مدينة تسعى أن تكون واحدة من أكثر المدن استدامة في العالم ومنصةً تسهم في نمو القطاع وتتيح اختبار التكنولوجيا الحديثة على نطاق واسع.