أفاد باحثون أميركيون من جامعة كولومبيا، في دراسة أجروها بالتعاون مع آخرين من متحف فيلد للتاريخ الطبيعي، أن جزيرة جيلبرت، التي تتكون من جزر مرجانيَّة صغيرة، في وسط المحيط الهادئ، كانت ملاذ نوعين من أسماك القرش لم توثقهما السجلات التاريخية، أو الدراسات المعاصرة. كما أماطت اللثام عن جملة حقائق حول حياة الإنسان قديماً، في تلك المنطقة بشكل خاص. وحسب تقرير نشرته صحيفة «ساينس ديلي»، اعتمد سكان الجزيرة على سمك القرش، إذ كانت هناك طقوس تتعلق باصطيادها، واستثمار أسنانها القاطعة في صنع أدوات الصيد والأسلحة. وبعد تحليل تلك الأسنان العائدة إلى القرن 19، والتي كانت على هيئة 120 نوعاً من الأسلحة البدائية، والموجودة في متحف فيلد للتاريخ الطبيعي ببريطانيا، بما فيها خناجر ورماح وسيوف وحراب، أمكن تحديد ثمانية أنواع من سمك القرش، وفقاً للأسنان المستخدمة في تلك الأسلحة، وتبين وجود نوعين لم يذكرا مسبقاً، في تلك المياه، ربما بسبب انقراضهما في تلك المناطق. إلا أن كلا النوعين يشيع انتشارهما حالياً في مناطق أخرى من المسطحات المائية. ويقول المسؤول عن الدراسة جوشوا دروا، إنه عندما اكتشف الباحثون التنوع البيولوجي لهذه الشعاب المرجانية للجزيرة، أصبحت هنالك آمال معقودة على أن فهم تلك المناطق سيساعد على استنباط استراتيجيات الحماية التي كان يتبعها السكان البدائيون، وذلك لإعادة شكلها المشرق والحيوي. وتلعب أسماك القرش في تلك المساحات المائية أدواراً بيئية وحضارية، ويعد إدراك الأوضاع البيئية الحيوية للجزر المرجانية التي كانت تؤويها، خطوة أولى وضرورية في تقييم جهود حماية أسماك القرش، ودوام استمراريتها.تمثل الجزيرة مجموعة جزر مرجانية حلقية في وسط المحيط الهادي، تتبع إلى بريطانيا، وتتألف من 16 جزيرة صغيرة. وقبل سيادة بريطانيا عليها، كانت قد احتلتها القوات اليابانية في الحرب العالمية الثانية. وتعد تربة الجزر فقيرة بشكل عام، وذات خصوبة قليلة تنعكس على الإنتاج، حيث تصدر القليل من عجينة جوز الهند.