تختفي فراشات العث عن سماء عالمنا، بعد أن بين تقرير نشر حديثا في صحيفة "غارديان"، تراجع يرقات فراشات العث في جنوب بريطانيا بحوالي 40 ٪، وذلك خلال 40 سنة مضت. ولقد انقرض مسبقا خلال العام الحالي 3 أنواع منها، وذلك عقب الانقراض الدائم لحوالي 62 نوعاً خلال القرن العشرين. وتعود أسباب الانقراض للتأثير الكارثي الخفي لأنشطة الإنسان الذي يمارس على أعداد هائلة لهذا النوع من الفراشات، والذي ظهرت آثاره على 525 موقعاً في أرجاء بريطانيا، وطال حوالي 9 ملايين فراشة بين عامي 1968 إلى 2007. وتراجعت أعداد الفراشات المعروفة وواسعة الانتشار خلال فترة الـ 40 ماضية. حيث انقرضت الفراشات من أنواع "برتقالية الجناح"، و"القوطية " خلال السنوات العشر الأخيرة. ويتعرض حاليا نوع "في" لخطر الانقراض، وذلك بعد إظهار تقرير حديث من محمية الفراشات وأبحاث البيئة تراجع ذلك النوع بنسبة 99 ٪. وأكد علماء بريطانيون تراجع أعداد كبيرة من أنواع الحشرات، أي حوالي 900 من أكبر أنواع الحشرات في بريطانيا، وتحوم الشكوك حول النشاط البشري الذي يقضي على أنواع الحشرات بما فيها الذباب والخنافس والنحل. وقد يتساءل الأشخاص الذين يعانون من فوبيا الحشرات عن الخير الذي تقدمه لنا فراشات العث، غير أنها في الواقع توصل حبوب اللقاح إلى النباتات خلال الليل، ويتم التقاطها عن طريق الخفاش، إلى جانب أن يرقاتها عبارة عن مصدر غذاء جيد لمعظم طيور الحدائق. وإذا ما قضى الانقراض على مجموعات مختلفة من فراشات العث، فليس هنالك سبب يرجح عدم حصوله للمجموعات الأخرى من الحشرات. بالتالي، ومن دون الحشرات، سيقع الإنسان في مأزق كبير، وتحديدا بسبب توقف كثير من الخدمات الأيكولوجية التي يعتمد عليها الجنس البشري- مثل تلقيح النباتات. المقدم الإذاعي ونائب مدير محمية الفراشات، كريس باكام حول الموضوع قال: "إن قلوب الناس لن تحزن لانقراض نوع معين من فراشات العث، إلا أنها ستنزف على جميع الطيور التي تتغذى على يرقاتها".