هاجمت أسراب الجراد الصحراوي مناطق عدة في ولايتي الشمالية ونهر النيل شمال السودان، والتهمت مساحات تُقدر بألاف الأفدنة المزروعة بالمحاصيل الزراعية في مناطق القولد، كريمة، مروي والدبة، حيث قضت الأسراب على مساحات تُقدر بـ20 ألف فدان زرعت بالقمح والفول وغيرها من المحاصيل قبيل حصادها. وأعلنت وزارة الزراعة، أن أجهزة الحكومة في حالة استنفار قصوى، وشكلت غرف لعمليات الرصد ومكافحة أسراب الجراد القادمة من شرق السودان، ونقل عن  وزير الزراعة في الولاية الشمالية عادل جعفر قوله، إن حملات رش واسعة ستبدأ اعتبارا من السبت، نافيًا اتهام وزارته بالتقاعس في مواجهة الكارثة، مؤكدًا أن الأوضاع تحت السيطرة. وأكد مدير وقاية النباتات السودانية، الدكتور خضر جبريل، في تصريحات لـ"العرب اليوم" السبت، أن "أسراب الجراد أتت من مصر وإريتريا خلال الأيام الأخيرة، وأن حملة البحر الأحمر الشتوية تعاملت مع حولي 37 ألف هكتار للجراد الذي يتوالد في الأراضي السودانية على ساحل البحر الأحمر شرق البلاد، كما أن الحملة الصيفية تمت خلالها مكافحة حوالي 49 ألف هكتار، وخصصت الحملة لولايات الخرطوم والشمالية ونهر النيل"، موضحًا أن "مردودًا جيدًا تحقق من الحملات، لكن ومنذ 20 يومًا بدأت تغزو السودان، وأن أسراب كبيرة من الجراد آتية من جنوب مصر، وعلى علو مرتفع غطت ألاف الهكتارات في ولاية البحر الأحمر، ولأن الموسم موسم جفاف في الولاية لم يكن أمام هذه الأسراب، إلا مهاجمة شريط النيل الزراعي في ولايتي الشمالية ونهر النيل". وأعلن  جبريل أن مشروع الأمن الغذائي في منطقة أبوحمد في ولاية نهر النيل، كان أول المناطق التي هاجمها الجراد لكن تمت السيطرة عليه بطائرات الرش، وأن هناك طائرات رش متوجهة نحو مروي والمناطق الأخرى التي غزاها الجراد، وأن السلطات وفرت كل أشكال الدعم اللوجستي المطلوب لضمان نجاح حملة القضاء على الجراد، وأن عمليات المكافحة تقع على دول الإقليم والمؤسسات الدولية لأن أسراب الجراد تمتد من موريتانيا غربًا إلى باكستان شرقًا، وعليه يجب أن تكون مكافحته بتعاون إقليمي ودولي وتحت إشراف الأمم المتحدة ومنظمة الأغذية والزراعة العالمية "الفاو". وقال مدير هيئة وقاية النياتات السوداني، إن مكافحة الجراد في إريتريا ومصر لم تكن بالمستوى المطلوب، فيما توقع وصول أسراب أخرى من جنوب مصر، الأمر الذي يستدعي التحوط والاستعداد لمدة شهر من الأن تقريبًا.