أثبتت دراسة حديثة قادتها جامعة "روتغرز" الأميركية، أنه على الرغم من الخطر المحدق بأنواع معينة من النحل الطنان، فإن هناك أنواعا أخرى تصارع البقاء في الشمال الشرقي من الولايات المتحدة، على امتداد 140 عاما، على الرغم من تأثير انتشار الشرائح السكانية وتغير استخدامات الأراضي في المنطقة المذكورة. وفحصت الدراسة عينات تاريخية على نطاق دقيق من المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي، إلى جانب 9 مجموعات أخرى للنحل. ويهدف جوهر الدراسة إلى إبلاغ المحميات بأنه يتعين عليها المحافظة على أنواع النحل المحلي، وفقاً لأهمية خدمات التلقيح التي تقدمها تلك الحشرات. وبحسب مقال أخير نشرته صحيفة "ساينس ديلي"، فإنه يتم تلقيح 87% من النباتات المزهرة في العالم، بما فيها أغلب المحاصيل الزراعية الرائجة عالميا، عن طريق الحشرات. ويعد "النحل" أهم الملقحات بسبب نشاطه وحركته الدؤوبة وانتشاره الواسع. ومع أن هنالك مخاوف من تراجع الملقحات، إلا أن البيانات طويلة المدى المتعلقة بالنحل الموجود في الولايات المتحدة نادرة. ولقد استخدم الباحثون برنامجاً الكترونيا جديدا لتجميع سجلات 30 ألف عينة من المتحف، تمثّل 438 نوعا من النحل. ولاحظت الدراسة التي دامت منذ عام 1872 حتى عام 2011، تراجعا طفيفا في أعداد تلك الأنواع من النحل، مقارنة بالعينات المأخوذة من شمال شرق الولايات المتحدة. وكشف التحليل الإحصائي أن 3 أنواع من النحل فحسب تعرضت لاضمحلال سريع وحالي في أعدادها، وشمل ذلك جميع أنواع النحل الطنان، إلى جانب تراجع تدريجي إضافي لنحل الزيت. وتبين أن أنواع النحل المنخفضة العدد، تميل إلى اكتساب جسم أكبر حجما، ونظاما غذائيا صارم، وموسم تحليق أقصر. وعُرف أيضا تزايد النحل "الشمالي" الذي يصل إلى الحدود الشمالية، وقد يكون مبرر ذلك "التغير المناخي"، حيث ارتفع معدل درجات الحرارة خلال شهر إبريل بأكثر من درجة مئوية خلال الأربعين سنة ماضية، وذلك في المنطقة التي أجريت فيها الدراسة، مما تسبب بظهور النحل ونباتاته المضيفة في وقت مبكر من الموسم. يعتزم الباحثون الأميركيون مواصلة دراستهم لتوسيع بيانات انتشار النحل في مناطق أوسع من الولايات المتحدة، وبالتالي إمكانية تطبيق التحليل الإحصائي عبر مناطق جغرافية أكبر ، ولتوسيع نطاق الحشرات، خاصةً تلك التي يندر وجودها في مجموعات، لزيادة اهتمام المحميات الطبيعية بها بصورة أكبر.