اعتبرت دراسة دولية استمرت أربع سنوات ونشرت نتائجها في واشنطن الليلة أن الكربون الأسود "السخام" الناتج من احتراق الوقود الأحفوري والكتل الحيوية، هو ملوث قوي للغلاف الجوي للأرض، أكبر مما كان يعتقد من قبل. وطبقاً للدراسة التي نشرت في مجلة /جيوفيزيكال ريسيرش اتموسفيرس/، فإن الكربون الأسود الناتج من محركات الديزل، وقمائن الطوب، ومواقد الطهي التي تعمل بالخشب، يعد ثاني أقوى ملوث للمناخ بعد ثاني أوكسيد الكربون. ووجدت الدراسة أن انبعاثات الكربون الأسود تسبب احتراراً كبيراً أعلى بكثير فوق القطب الشمالي ومناطق أخرى، يمكن أن تؤثر على أنماط سقوط الأمطار، بما في ذلك نظام الرياح الموسمية الآسيوية، ويؤدي إلى احترار سريع في شمال الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وشمال أوروبا وشمال آسيا. وشرحت الدارسة أنه نظراً لأن بقاء الكربون الأسود يدوم لأيام قليلة في الغلاف الجوي مقارنة بثاني أوكسيد الكربون الذي يبقى في الغلاف الجوي لقرون، فإن معالجته يمكن أن تكون هدفاً جذاباً من أجل خفض الاحتباس الحراري العالمي. وعد رئيس برنامج الأمم المتحدة للبيئة اكيم شتاينر في بيان له هذا البحث دليلاً مقنعاً آخر على أهمية العمل على ملوثات المناخ القصيرة الأمد، بما في ذلك الكربون الأسود مبرزاً في هذا الصدد الجهود الجارية لخفض انبعاثات الكربون الأسود من المركبات الكبيرة التي تعمل بالديزل، وإنتاج الطوب، والتخلص من النفايات البلدية كجزء من جهود التحالف الدولي للمناخ والهواء النظيف.