قال خبراء في علوم البيئة إن جودة الهواء في العاصمة الصينية بكين كانت "الأسوأ على الاطلاق" يومي السبت والاحد (12 و 13-1-2013)، فيما طلب مركز الرصد البيئي بالمدينة من المقيمين مراعاة البقاء في المنزل بعد ان تجاوزت مستويات التلوث الحدود الآمنة المتعارف عليها بواقع 30 الى 45 مرة. وتشهد العاصمة الصينية التي يبلغ عدد سكانها نحو 20 مليون نسمة غلالة كثيفة من الضباب الدخاني منذ يوم الجمعة الماضي، مما أدى الى انخفاض الرؤية واحداث ارتباك في حركة المرور. وأظهرت البيانات التي أعلنها مركز الرصد اليوم انتشار الجسيمات المجهرية التي يقل قطرها عن 2.5 ميكرومتر (الميكرومتر يعادل جزء من مليون جزء من المتر)، ليتجاوز تركيزها 600 ميكروغرام في المتر المكعب من الهواء (الميكروغرام يعادل جزء من مليون جزء من الغرام) في بعض محطات رصد التلوث في بكين وبلغ تركيزها أمس السبت 900 ميكروغرام. وتقول منظمة الصحة العالمية إن التركيز المعياري اليومي الآمن لتلوث الجو هو 20 ميكروغراما في المتر المكعب الواحد من الهواء. واشارت البيانات الى ان هذا المستوى من التلوث هو المسؤول الاول عن الاصابة بأزمات الربو ومشاكل الجهاز التنفسي. وقال تشو رونج الناشط في مجال المناخ والطاقة في جماعة غرينبيس (السلام الاخضر) للحفاظ على البيئة "في الواقع انها الأسوأ على الاطلاق ليس فقط من جهة البيانات الرسمية ولكن ايضا من جانب بيانات الرصد المستقاة من السفارة الاميركية. وفي بعض المناطق في اقليم هيباي (المجاور) الوضع اسوأ من بكين." وقال مركز الرصد البيئي المحلي في بكين إن التلوث الخانق يقترن بوجود منطقة من الضغط الجوي المنخفض مما يعني ان من الصعوبة بمكان زوال مستوى التلوث الحالي، مشيرا الى ان الوضع سيظل على ما هو عليه خلال اليومين القادمين. والتلوث من أضخم التحديات التي تواجه زعماء الصين، اذ قال الرئيس الصيني السابق هو جين تاو خلال كلمة امام المؤتمر العام للحزب الشيوعي في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي ان بلاده في حاجة "لمجابهة اتجاه التدهور البيئي من اجل بناء صين جميلة." واعلنت حكومة الصين العام الماضي انها ستنشر بيانات كل ساعة عن مراقبة مستويات التلوث في 74 من أكبر مدن البلاد بدءا من أول يوم من ايام العام الميلادي الحالي. وقال تشو إن بكين ألزمت نفسها بجدول زمني لتحسين جودة الهواء في العاصمة واعادت توطين بعض الصناعات الثقيلة الا ان بعض المناطق المحيطة بها لم تحذُ حذوها. وقال "بالنسبة لبكين فان القضاء على هذه الظاهرة سيستغرق جيلا بأكمله الا ان المناطق الاخرى لم تضع أي اهداف لخفض عمليات احراق الفحم... أراهن ان التلوث هنا يجيء اساسا من المناطق المتاخمة للعاصمة."