كشف تقرير نشر في اسرائيل، ان 113 ألف فلسطيني في الضفة الغربية ينقطعون عن المياه وغير مربوطين بشبكات مياه ويعتمدون في تزودهم بالمياه على نقلها عبر الحاويات. وأكد التقرير أن قرابة مليون فلسطيني لا يصلون الى استهلاك الحد الأدنى من المياه يومياً، وهو 60 لتراً. وجاء هذا التقرير في اعقاب الهجوم الذي شنه رئيس الحكومة، بنيامين نتانياهو، ووزير الاقتصاد نفتالي بينيت، على رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتس، لمجرد تطرقه الى أزمة المياه لدى الفلسطينيين، واقتبس شولتس ما قاله له احد الفلسطينيين خلال زيارته الى رام الله، من أن الفلسطيني يستهلك 17 لتراً من الماء يومياً، فقط، بينما يستهلك الاسرائيلي 70 لتراً. وخلافاً لادعاءات الاسرائيليين كشفت معطيات اعدها بروفيسور حاييم غبيرتسمان من الجامعة العبرية ومستشار سلطة المياه، ان استهلاك المواطن الاسرائيلي للمياه في 2011 وصل الى 66.8 متراً مكعباً من الماء، مقابل 37.8 للفلسطيني. وأكد ان هناك حالات يستهلك فيها الاسرائيلي كميات أكبر من الفلسطيني، كما في تل أبيب حيث وصل معدل الاستهلاك في العقد الأخير الى 118 متراً مكعباً للفرد، وفي القدس حيث وصل الى 65 متراً مكعباً. وبحسب التقرير الاسرائيلي فان اضطرار الفلسطينيين إلى نقل المياه عبر الحاويات يكبدهم مبالغ باهظة، حيث تضطر هذه العائلات الى صرف 40% من مدخولها لشراء الماء. كما يبين التقرير ان الاستهلاك الفردي للفلسطيني في هذه القرى الواقعة في المنطقة (c) يصل الى 20 لترا يومياً. ويضيف التقرير ان تزويد المياه في غالبية محافظات الضفة يعاني من انقطاع خلال أشهر الصيف، وان البيوت في العديد من المدن والقرى تعاني في الصيف انقطاع المياه لعدة أسابيع بل لأشهر. واوضح التقرير أن اتفاقية اوسلو تركت المياه في الضفة تحت سيطرة اسرائيل، ومنحتها حق الاعتراض على مبادرات المياه الفلسطينية. وبينما هدفت الاتفاقية الى تمكين الفلسطينيين من حفر الآبار لتوسيع حجم استهلاكهم للمياه، الا ان حجم الاستهلاك تقلص منذ عام 1995 بقرابة 20 مليون متر مكعب، بسبب جفاف بعض الينابيع التي استخدمها الفلسطينيون ورفض اسرائيل السماح بترميم آبار المياه، وعدم نجاح عمليات الحفر الفلسطينية بحثاً عن المياه، بتعويض النقص الناجم عن جفاف الآبار القديمة، كما ان عمليات التنقيب العميقة عن المياه التي تقوم بها اسرائيل تقلص من الكميات التي ينتشلها الفلسطينيون من عمليات التنقيب الأقل عمقاً. وذللك يضطر الفلسطينيون الى شراء اكثر من 60 مليون متر مكعب من شركة ميكوروت الإسرائيلية سنوياً. وحاولت اسرائيل تبرير تعاملها مع الفلسطينيين عبر سياسة الهجوم. فاتهمت سلطة المياه الاسرائيلية الفلسطينيين بسرقة المياه. ونقلت صحيفة "هارتس" ادعاء مسؤول فيها ان الفلسطينيين يحصلون على كمية من المياه تفوق ما التزمت به اسرائيل، وان الفارق بين استهلاك الاسرائيليين والفلسطينيين للمياه ليس كبيراً. وفي ادعاء الاسرائيليين فإن النقص في المياه لدى الفلسطينيين ينجم كثيراً عن عدم قدرة الفلسطينيين على مواجهة "سرقة المياه" وصيانة الشبكات وعدم استغلال المياه المكررة، التي تعتبر مصدراً اساسيا للري في اسرائيل. كما تدعي السلطة انه تم تزويد الفلسطينيين بما يتراوح بين 50 و53 مليون متر مكعباً من الماء سنوياً.