قام وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل والسفير الفرنسي في لبنان باتريس باولي على رأس وفد من السفارة ، بجولة تفقدية على مركز تدريب أمن الطيران المدني CERSA في مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت ، بعد تصنيفه من قبل المنظمة الدولية للطيران المدني كمركز امتياز للتدريب في الشرق الاوسط، بحيث اصبح يحتل المرتبة 27 عالميا والمرتبة الثالثة في الشرق الاوسط بعد الاردن ودبي . وقد رافقهما في الجولة التي شملت قاعات التدريب للعاملين في قطاع الطيران المدني ، المدير العام لقوى الامن الداخلي العميد ابراهيم بصبوص ، العميد فؤاد خوري ممثلا المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم . والقى رئيس المركز العميد شديد كلمة ترحيبية ، أشار فيها الى ان الجولة ترتبط بحدثين مهمين هما انعقاد اللجنة التوجيهية الاخيرة لمشروع تعزيز الامن والسلامة في مطار رفيق الحريري الدولي الذي توج بتوقيع اتفاقية هبة بين الحكومتين الفرنسية واللبنانية انتهى مفعولها بعد 5 سنوات بتاريخ 19 ايلول 2013 لتجهيز عدة مرافق في المطار ، واعتماد المركز المنشأ بنوجب الاتفاقية مركز امتياز للتدريب في الشرق الاوسط . والقى الوزير شربل كلمة توجه في مستهلها ب" خالص عبارات التقدير للجهود الفرنسية المتواصلة تجاه لبنان ومؤسساته التي لم تقتصر على ناحية واحدة من الدعم الدولي والسياسي والاقتصادي ، بل تعدت كل هذه النواحي منذ قيام لبنان الدولة الحديثة وصولا الى التعاون الامني الوثيق الذي توج بابرام اتفاقية هبة مقدمة من الحكومة الفرنسية بقيمة مليون ونصف المليون أورو تمّ بموجبها الانتهاء من انشاء وتجهيز مركز تدريب تعزيز أمن الطيران المدني CERSA ، ووحدة كلاب بوليسية لكشف المخدرات والمتفجرات ، ووحدة تفكيك العبوات الناسفة ، ووحدة بحرية لصالح اطفائية المطار ، وغرفة عمليات في مطار رفيق الحريري الدولي " . واعتبر ان " مقتضيات تحول هذا المركز الى مركز يستوفي كل شروط نجاحه وفاعليته ، هو تأكيد على تطور نوعي في سلامة وأمن الطيران المدني في بيروت ، اذ أن مساهمة الحكومة الفرنسية تمويلا وخبرة معطوفة على جهود القيمين على مركز CERSA مكنته من أن يكون مركزا معتمدا بامتياز للتدريب على أمن الطيران المدني في منطقة الشرق الاوسط بحيث أصبح وفق تصنيف المنظمة الدولية للطيران المدني يحتل المركز السابع والعشرين في العالم والثالث في الشرق الاوسط بعد الاردن ودبي " . وأشار الى انه " يوم تمّ افتتاح مركز CERSA لتعزيز الامن في المطار كان يشرف عليه عدد من الخبراء الفرنسيين لتمكين لبنان من أن يكون له مدربون وفقا للمعايير الدولية المعتمدة ، لكن المدربين اللبنانيين الذين تلقوا علومهم حول كيفية الحفاظ على أمن المطار وضمان أمن المسافرين من المدرسة الوطنية للطيران المدني في تولوز ، أصبحوا اليوم يشرفون على دورات تدريب فيها  ، نظرا الى المهارات المميزة التي اكتسبوها والمعرفة الواسعة في مجال التحقق من الوثائق والمخدرات والمتفجرات وما شابه ذلك " . وأكد ان " مركز CERSA بات يحظى ببعد اقليمي وعالمي في مجال التدريب الأكثر تخصصا على تعزيز أمن المطارات سيما وانه مزود بتجهيزات عصرية تسمح باقامة دورات تدريب ذات جودة عالية " ، معتبرا ان هذا " الجهد يبقى خير دليل على علاقات الصداقة المتواصلة بين لبنان وفرنسا منذ عقود من الزمن ، وها هو في هذه اللحظة من تاريخ لبنان يشكل إستجابة لما نحن بحاجة اليه على صعيد مكافحة الارهاب والجرائم العابرة للحدود وضبط الممنوعات ، خصوصا وان هذا التعاون بين الحكومتين عزّز امكانات لبنان ومناعته في مواجهة التحديات المشتركة بين بلدان العالم على مستوى الطيران المدني " . ونقل شربل تحية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والحكومة اللبنانية، وعاطفة ومحبة الشعب اللبناني الى فرنسا رئيسا وحكومة وشعبا ، مشددا على ان التحية لا تعبّر فقط عن مشاعر الصداقة بل تتعداها الى التنسيق والتبادل في ما خصّ المصالح الوطنية وهموم الإستقرار الإقليمي والدولي، على إعتبار أن المخاطر التي تهدد العالم وتضرب استقرار الدول هي واحدة ، وقنواتها واحدة ، وأدواتها واحدة ، وأساليبها واحدة ، تزرع الحقد والكراهية بين الشعوب ، عنيت بها الارهاب باشكاله كافة ومختلف مصادره. ورد السفير الفرنسي باولي بكلمة باللغة العربية شكر فيها الوزير شربل على كلمته القيمة واللطيفة ، مؤكدا ان انعقاد الجلسة الاولى للمجموعة الدولية لدعم لبنان في نيويورك حيث يلتقي مندوبو الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي برعاية الامين العام للامم المتحدة ومشاركة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وممثلة الاتحاد الاوربي كاترين اشتون وجامعة الدول العربية هي تعبير عن تأييدنا ودعمنا للمؤسسات اللبنانية ، مشيرا الى ان اللقاء اليوم في هذا المركز يجسد ايضا هذا الدعم للمؤسسات اللبنانية الذي هو مهم جدا بالنسبة الى الفرنسيين والاوروبيين . وتابع باللغة الفرنسية ليثمن العمل المشترك الذي دام خمس سنوات وأثمر نتائج جيدة بالرغم من ان هناك تحديات للارتقاء بلبنان الى المستوى المطلوب من قبل المنظمة الدولية للطيران المدني ، مشيرا الى ان أهم هذه التحديات هي اعتماد مخطط وطني للتدريب في مجال أمن المطار ، لافتا الى ان المشروع يهدف الى تعزيز دولة الحق والاستقرار في لبنان في مواجهة التهديدات الارهابية اضافة الى تعزيز القدرات العملية والتقنية لمختلف الخدمات المتعلقة بالامن والسلامة في مطار بيروت الدولي ، معربا عن ثقته بالسلطات اللبنانية التي ستتخطى الصعوبات ، مشددا على أهمية مواصلة الجهود والتعاون بين البلدين في مجال المعاهدة التي تم توقيعها في 8 أيار بين كل من مديرتي الطيران الفرنسي واللبناني . بعد ذلك رأس الوزير شربل في قاعة مركز تدريب تعزيز أمن المطار اجتماع اللجنة التوجيهية للمشروع الذي يعقد سنويا ، بمشاركة السفير الفرنسي ورؤساء الاجهزة الامنية المعنية من أجل عرض المواضيع المتعلقة بالمشروع والنشاطات الجارية والمستقبلية .