تُعاني مدينة دمشق من ارتفاعٍ كبير في أسعار اللحوم والألبان ومنتجاتها منذ أشهر عدة، حيث وصل سعر الكيلوغرام الواحد من لحم العجل إلى 1800 ليرة سورية، أي حوالي 11 دولارًا أميركيًّا، وكيلو اللبن المصفَّى، والمعروف بـ"اللبنة" إلى 600 ليرة. ويُرجع خبراء اقتصاديون هذه الأسعار إلى ارتفاع سعر الدولار من جهة، ومنع قوات المعارضة تجارة اللحوم والألبان من الغوطة في ريف دمشق مع العاصمة، من جهةٍ أخرى. وأوضح الناشط المدني، عمران جبر، من الغوطة الشرقية، أن "الجيش السوري الحر قد منع تُجَّار المنطقة منذ أكثر من شهر من إخراج هذه المواد، وذلك كي تبقى هذه اللحوم والألبان في الغوطة في ظلِّ حصارها الشديد، ومنع دخول المواد الغذائية إليها"، مشيرًا إلى أن "قوات النِّظام المُحاصِرة للغوطة الشرقية كانت تُسهِّل خروج تلك المواد إلى دمشق". ويرى أحد الخبراء الاقتصاديين في دمشق، والذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن "الثروة الحيوانية التي يتم منع دخولها إلى دمشق هي أيضًا مُعرَّضة حاليًا إلى الدمار بفعلِ القصف اليومي على الغوطة من جهة، وذبح العجول في سنٍّ صغيرة نتيجة الأزمة الغذائية من جهةٍ ثانية، موضحًا أنَّ "نقص الأعلاف في الغوطة الشرقية له أيضًا أثرٌ كبير على إنتاجية الحيوانات وألبانها". وأضاف الخبير أن "الأزمة لا تكمن في انقطاع الألبان واللحوم عن دمشق فحسب، وإنما في الخطر الذي يتهدد هذه الثروة في الغوطة الشرقية خلال الأيام المقبلة، مقترحًا "التوجه نحو زراعة المواد الزراعية البديلة للأعلاف، ولاسيما الشوندر العلفي، والشوندر الأحمر، واللفت". بينما رأى الناشط المدني، في ريف دمشق، سعيد الحاج، أن "التبادل التجاري بين دمشق والغوطة الشرقية خلال الفترة السابقة لم يكن ذي نفعٍ يذكر، على اعتبار أن الغوطة ُتصدِّر إلى دمشق موارد منخفضة الثمن، وتحاول الحصول مقابلها على مواد مرتفعة الثمن مثل الوقود، وهو ما أدى إلى التوصُّل إلى نتيجةٍ مفادها أن قطعَ الألبان واللحوم عن دمشق أفضل". وأشار الحاج إلى أن "وجود الثروة الحيوانية في الغوطة بشكلٍ كبير لم يؤدِ حتى الآن إلى تخفيضِ أسعار اللحوم والألبان ويعود هذا إلى استغلال التجار للأزمة الغذائية المفروضة على المنطقة". تجدر الإشارة إلى أن الغوطتين الشرقية والغربية تمتلكان حوالي 25% من الأبقار في سورية، كما تضمّان 24 مصنعًا للألبان ومنتجاته، كانت تمد أسواق دمشق بأكثر من 50 مليون طن من الحليب، ونحو 26 ألف طن من منتجاته، و62 ألف طن من اللبن سنويًّا.