نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية تقريرًا عن تردى الأوضاع فى حديقة الحيوان بالجيزة، ووصفتها بأنها جحيم للحيوانات، وتحدثت الصحيفة عن انتحار الزرافة، وفقًا للتقارير التى نشرتها وسائل الإعلام، وقامت الحكومة على إثرها باستدعاء المدير السابق للحديقة من تقاعده للتعامل مع المشكلة. وأوضح نبيل صدقى، بعد خمسة أيام من تسلمه مهام عمله، أن المشكلة تكمن فى فبركة قصة الانتحار، مضيفًا أن الزرافة التى كانت تسمى "روقة" وعمرها 3 سنوات، شنقت نفسها بدون قصد فى أوائل الشهر الجارى بعدما اشتبكت بالأسلاك داخل المكان الذى تتواجد فيه فى حديقة الحيوانات التى تديرها الحكومة. وبدأت الدولة ثلاثة تحقيقات، فى الطب الشرعى وآخر من قِبَل هيئة الطب البيطرى، والثالث من قِبَل لجنة قضائية، لمعرفة من شنق الزرافة، كما يقول صدقى، متسائلاً عما إذا كان هناك أحد يعتقد حقًا أن الزرافة قد انتحرت!. وتتابع الصحيفة قائلة إنه طالما كان نشطاء حقوق الحيوان قلقين بشأن الأوضاع فى حديقة الحيوان، ففى عام 2010، بدأت الحديقة فى الفصل بين الأسود على أساس الجنس فى محاولة لوقف الارتفاع الشديد فى عدد الأسود، حيث إن اللحوم أسعارها مرتفعة، والمساحة محدودة والكثير من القطط الكبيرة تزدحم فى أقفاص ضيقة، ويأكلون فى الغالب جثث الحمير، كما يقول الحراس، ويصومون يوما فى الأسبوع. وفى مايو الماضى، مات ثلاثة دببة سوداء فى ليلة واحدة فى ظروفٍ غامضة، ووصفت السلطات فى الحديقة الأمر بأنه شغب من أحد الدببة. وفى عامى 2007، و2008، ذكرت وسائل الإعلام المحلية أن الحراس ذبحوا جمالاً للحصول على لحومها من أجل إطعام أنفسهم، حيث يحصل العديد من الحراس على راتب قليل، ويبيعون باقى اللحوم للمصريين الجوعى. وتقول الصحيفة إنه بينما كان نبيل صدقى يتحدث معها، بدأت آثار قنابل الغاز المسيّل للدموع تلوح فى الحديقة، وكانوا يسمعون أصوات قنابل فى الاشتباكات بين الشرطة وطلاب الإخوان بجامعة القاهرة. وأجبر الغاز الحراس فى الحديقة على تغطية أوجههم بالأوشحة، ويقول صدقى إن الأمر نفسه يحدث مع الحيوانات.