دعا الناطق الإعلامي لوزارة الزراعة نمر حدادين مزارعي القمح والشعير والمحاصيل الشتوية إلى عدم القلق من إنحباس الامطار، قائلًا 'ما نزال في بداية خماسينية فصل الشتاء'، منوهًا بذلك الى أن موسم الشتاء لم ينته بعد. وقللت الوزارة من مخاوف مزارعي القمح والشعير بسبب إنحباس الأمطار حاليًا، وبعد إنتهاء المربعانية وبداية خماسينية الشتاء، بينما حذر الإتحاد العام للمزارعين مما قد تتعرض له هذه الزراعات جراء تأخر الامطار. وأضاف حدادين في تصريح صحافي ان هذه الفترة غير مقلقة، فالتربة ماتزال تختزن الرطوبة، جراء تساقط الثلوج خلال العاصفة الثلجية الاخيرة، كما أن الغيوم والندى يساعدان على حفظ الرطوبة، وتقليل التبخر، مبينا أن النباتات ما تزال في المرحلة العشبية الاولى، والرطوبة كافية وخصوصا للمزارعين الذين زرعوا أرضهم مبكرا. من جهته، قال مدير الاتحاد المهندس محمود العوران إن 'الأمطار أساسية في الزراعة بشقيها، الانتاج الحيواني والنباتي، ونعني بالنباتي، المحاصيل الحقلية من قمح وشعير وأعلاف، ويفترض ان يحرث المزارعون اراضيهم قبل 45 يومًا من الآن، لكنه لغاية الآن لا يوجد هطول مطري يشجعهم على ذلك، ما ينذر بحالة سلبية قد تتعرض لها محاصيل القمح والشعير'. ولفت الى أن تأخر تساقط الأمطار على الأشجار المثمرة، التي تعتمد على السقاية (البعلية)، ستعرضها للإصابة بالآفات والحشرات. وأشار العوران الى انه سيكون هناك ايضًا، اثر سلبي على قطاع الثروة الحيوانية، لعدم وجود اعلاف خضراء وغياب للمراعي والاعتماد على الاعلاف الجافة، ما سينتج عنه مزيد من الاصابات بالاوبئة المختلفة وظهور بعض الامراض. واكد ان الانحباس المطري 'صاحبه زيادة في درجات الحرارة بمعدل 10 درجات مئوية، ما سينتج عنه زيادة نسبة التبخر وفقدان للرطوبة، وتكاثر الجراثيم ذات الاثر السلبي على الانتاج النباتي والحيواني'، بالإضافة إلى تأثر مخزون المياه الجوفية من حيث الكمية والجودة. وحول الأمطار الغزيرة التي هطلت في الأوقات السابقة، قال العوران إنها 'جاءت خلال فترات زمنية قصيرة جدا، أي بمعدل ربع ساعة وبغزارة هائلة، أدت إلى جريان المياه، وعدم الاستفادة منها داخل التربة (أمطار رعدية)'. ولفت إلى أنه نتيجة ظاهرة التغير المناخي، فإننا نجد أن فصول العام، اقتصرت على الصيف والشتاء، فباتت أمطار شباط عديمة الجدوى للمحاصيل الحقلية. وأشار إلى أن الآفات البيئية، تخل بمعدل التوازن البيئي، بسبب ارتفاع الحرارة شتاء، ما يؤدي لتلوث بيئي وعدم وجود بيئة صحية سليمة للإنتاج، نتيجة تدني درجات الحرارة، ومن ثم القضاء على معظم الجراثيم والآفات في الجو، ما يؤثر على صحة الإنسان والحيوان والنبات. وأوضح العوران أن الآثار الاقتصادية، أدت لعدم الاستغلال الأمثل للأراضي في زراعة المحاصيل، والاعتماد على الاستيراد، ما يزيد من قيمة فاتورة المستوردات للمحاصيل الحقلية عمومًا. كما أن مزارعي المحاصيل، قد ينفرون من هذا القطاع، ما يؤدي إلى زيادة نسبة الفقر والبطالة بينهم.