قررت الدانمارك منع الذبح وفق الطقوس الدينية الممارسة من لدن المسلمين واليهود على حد سواء. ولقي القانون، الذي وقعه وزير الزراعة والأغذية في حكومة الائتلاف المصغرة، رفضا قويا من الجاليتين. دخل قانون منع الذبح وفقا للطقوس الدينية حيز التنفيذ بالدانمارك ابتداء من 17 فبراير/شباط. ولقي القانون رفضا كبيرا في البلاد من المسلمين واليهود على حد سواء. وقامت إحدى المنظمات، "دانيش حلال"، التي تنضوي تحتها 56 مؤسسة مسلمة، بإطلاق حملة جمع التوقيعات الرافضة له. واعتبر المجلس اليهودي العالمي أن القرار لن يكون له أثر يذكر على اليهود، إذ أن اللحم الحلال خلال السنوات العشر الأخيرة استورد من الخارج. واتهم نائب وزير الطقوس الدينية الإسرائيلي، إيلي بين داهان، القرار الدانماركي بأنه "معاد للسامية". وأوضح وزير الزراعة والأغذية الدانماركي، دان يورجنسن الذي وقع القانون، أن "حقوق الحيوانات تأتي قبل الدين". ويقضي القرار بصعق الحيوانات قبل عملية ذبحها، وهو ما اعتبره الوزير "لا يتناقض مع مبدأ الحريات الدينية." ويعود تاريخ اندلاع الجدل حول هذا الموضوع إلى حوالي ثلاث سنوات. واحتدم النقاش في العام الماضي على خلفية قضية تقديم اللحم الحلال في المستشفيات الدانماركية. قرار في ظل حكومة مصغرة اتخذ هذا القرار في ظل حكومة ائتلاف مصغرة تتكون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الوسط، وبدون استشارة مع البرلمان. ووقعه الوزير الاشتراكي، وزير الزراعة والأغذية، دان يورجنسن. وقال الإعلامي البشير حيمري في حديث لفرانس 24 إن "القرار لقي مساندة من قبل جميع الفرقاء السياسيين" بالدانمارك، كما أن "وسائل الإعلام الرسمية دعمته والرأي العام المحلي انساق خلفها". ووقف حيمري، الذي يعمل في الدانمارك، عند غياب التنسيق بين الجالية المسلمة ونظيرتها اليهودية بهذا الشأن، معتبرا إياه "ضروري"، كما أوضح أن غياب التمثيل المؤسساتي للمسلمين من خلال وجود مجلس يجمعهم ينعكس سلبا على أوضاعهم، وأرجع ذلك إلى "الصراعات المصلحية والاختلافات المذهبية، والتبعية للبلد الأصلي". انتشار الأفكار المتشددة وغياب التنسيق أثار حيمري، في حديثه لفرانس 24، إشكال انتشار الأفكار المتشددة في أوساط الشباب المسلم بالدانمارك، والتي "يروج لها "حزب التحرير" الإسلامي و"السلفية"، موضحا أن هذا الأمر يضر أيضا بوجود المسلمين في هذا البلد. وتوجد بالدانمارك جاليات مسلمة متنوعة، تشكل فيها الجالية العراقية السواد الأعظم، إلا أنها "مشتتة"، بحسب تعبير حيمري، وغير قادرة أن "تشكل لوبي ضغط" على الفاعلين السياسيين في البلد. وأمام هذا الوضع الجديد على العادات الاستهلاكية للمستهلكين المسلمين، يضطرون إلى "استيراد اللحم الحلال من ألمانيا وممكن من فرنسا وإسبانيا"، يقول الحيمري، مشددا مرة أخرى على "ضرورة التنسيق مع الجالية اليهودية" لمواجهة هذا الوضع.