يعتبر بناء منشآت مختلفة من الجليد، من أشهر الفعاليات الشتوية في كثير من البلاد، علما بأن هذه الهواية أو العادة تعود إلى الماضي البعيد. يتصدر سكان البلدان الإسكندنافية، قائمة الدول ذات الشتاء القارس، على الرغم من أن روسيا تتميز ببرودة شتائها، وتعود أهالها منذ القدم على بناء مستودعات من الثلج والجليد للحفاظ على الأغذية، وعلى بناء القصور والحصون الجليدية والثلجية للتسلية. أما في مدينة هربين الصينية، فينظم فيها مهرجان دولي سنوي لمنحوتات من الجليد منذ عام 1963 ويعتبر من أكبر المعارض الاستعراضية في العالم. مع مرور الزمن، وصل هذا النوع من البناء إلى مستوى جديد حيث لا يهتم الجمهور بمنشآت جليدية جميلة وضخمة فحسب بل يظهر اهتمامه بتلك المنشآت التي تتجاوب مع متطلباته الخاصة أيضا. هنا وهناك، تفتتح فنادق جليدية شتوية وبارات ومطاعم وكنائس وحتى متاحف من الجليد. يعتبر الثلج والجليد مادتين جذابتين جدا لاستخدامهما في أعمال البناء مع أنهما تتمتعان بمواصفات خاصة بهما حيث تذوب المنشآت المنصوبة تحت قبب السماء مع مرور الزمن بينما تتطلب منحوتات جليدية وقطع من الأثاث والأواني المعمولة من الجليد والموجودة في منازل عادية الاحتفاظ بها في ظروف درجات حرارة معينة على مدار السنة. الأسكيمو مثلا يبنون مساكنهم من قطع جليدية أو ثلجية شبيهة بالآجر. تقطع هذه المكعبات احيانا بحجم مناسب وبكثافة عالية. تتصف هذه المساكن بأن سقفها يكون على شكل قبب قطرها 3-4 أمتار وارتفاعها متران.