بدأ مزارعو النخيل بمنطقة المدينة المنورة أواخر الشهر الماضي في تلقيح نخيلهم " التوبير" في عملية ستستمر حتى منتصف الشهر الحالي , فيما تشير توقعات العديد من المزارعين إلى أن موسم حصاد التمور لهذا العام سيشهد إنتاجا جيدا بمشيئة الله . وجرت العادة أن يبدأ مزارعو وادي الصفراء القريب من محافظة بدر توبير نخيلهم قبل جميع مزارعي المنطقة , نظراً لطبيعته الجغرافية والمناخية التي تتسم بارتفاع درجات الحرارة . وأوضح المزارع محمد الأحمدي أن انخفاض درجات الحرارة الذي شهدته المدينة المنورة هذا العام أدى إلى تأخر النخل الذكور عن إنتاج طلع النخيل الخاص بتلقيح الإناث , الأمر الذي أوصل سعر الوبار إلى 500 ريال , في حين ستنخفض الأسعار بعد ذلك مع دخول الصيف ليصل الكرتون إلى 10 ريالات , لافتاً إلى أن استواء الطلع يعرف بخروج مادة منه تشبه الدقيق . وعن عملية التوبير أو التلقيح بالوبار أو لقاح النخيل ( الطلع ) وكلها مسميات واحدة أفاد أنها تتم عبر إدخال من خمسة إلى سبعة عيدان من الطلع في قنو النخلة , إذ أن بعض النخيل يختلف عن غيره فبعضه يحتاج إلى خمسة عيدان , وبعضه سبعة , وبعضه تسعة , وبعضه ثلاثة فقط , بينما يقوم بعض النخيل بعملية التوبير تلقائيا , أما عن طريق الحشرات أو الطير أو عن طريق الرياح , كما جاء في الذكر الحكيم حين قال الحق تبارك وتعالى ( وجعلنا الرياح لواقح ) . وبين الأحمدي أنه تأتي بعد ذلك عمليه فرز الأقنية عن بعضها ( التفكيك ) لكي يأخذ كل قنو موقعه الصحيح , مشيراً إلى أن القنو يختلف من نخلة إلى أخرى في الحمولة , فهناك نخيل به ثمان قنوات , وهناك الذي يحمل خمسة عشر قنوا , وهناك نخيل به عشرون قنوا وهكذا. وذكر الأحمدي أنه بعد ما يكبر البلح يسمى سربان وينزل في السوق للبيع ولونه أخضر وفيه لون بني من الأعلى , مضيفاً أن عملية السربنة تتمثل في تخفيف حمولة القنو الواحد بمسك الشماريخ ونزع من 12إلى 15 تمرة من الشمروخ الواحد لكي تكون حبة التمر فاخرة , وتضمن وصول الماء بشكل كاف إلى الأعلى ليصل إلى جميع الثمار , ولكي لا يزاحم التمر بعضه بعضا وهي عملية تسمى ( السربنة ) ويعرفها المزارعون بالمنطقة لذلك يتميز تمر منطقة المدينة المنورة بحباته الكبيرة والفاخرة لأنه ( تسربن ) قبل ذلك . يذكر أن أرض المدينة المنورة تمتاز بقابلية تربتها لزراعة أي نوع من أنواع النخيل , كما تختلف التمور فيما بينها من ناحية المقدرة على البقاء لفترة طويلة بعد قطفها أو جنيها . كما يتعين العناية التامة في زراعتها وسقايتها ووضع الأسمدة وعملية التلقيح , فعلى سبيل المثال لابد من سقاية النخلة بقدر معين خاصة عند بداية زراعتها , لأنه لوزاد القدر عن ذلك الحد فإن النخلة تموت أو تصبح ضعيفة البنية لا تتحمل لصدمات .