صرح رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للأرصاد الجوية أحمد حسين بأن البلاد تعرضت خلال الفترة من مساء الجمعة 7 مارس إلى الاثنين 10 مارس الجارى لحالة شديدة من عدم الاستقرار في الأحوال الجوية، صاحبها تكاثر السحب الرعدية وسقوط الأمطار الغزيرة التي وصلت إلي حد السيول على صعيد مصر وجبال البحر الأحمر وسيناء مع انخفاض في درجات الحرارة عن معدلاتها بقيم تراوحت من 5 إلي 6 درجات بالنسبة لهذا الوقت من العام، صاحب ذلك تساقط لكرات البرد ورياح عنيفة وصلت إلي حد العاصفة على أنحاء متفرقة من الجمهورية. وأوضح أن هذه الحالة من عدم الاستقرار امتدت بصورة أقل شدة حتي اليوم الجمعة، حيث استمر سقوط الأمطار متوسطة الشدة والرياح العنيفة على مناطق مختلفة في ظاهرة نادرة الحدوث من حيث عنفها وطول مدتها وشمولها لمساحات واسعة، حيث كانت آخر مرة تم فيها تسجيل ظاهرة بهذه الشدة في عام 1994. وأشار إلى أنه كمثال على ذلك فقد وصلت كميات الأمطار خلال الفترة من مساء يوم الجمعة حتي يوم الاثنين (ذروة هذه الموجه) في سيناء على شرم الشيخ 27 ملم، ودهب 28 ملم، وسانت كاترين 29 ملم، والطور 17 ملم، ونويبع 8 ملم، ونخل 5 ملم، أما في الصعيد وسلاسل جبال البحر الأحمر فقد بلغت في أسوان 29 ملم، والأقصر 29 ملم، وأسيوط 9 ملم، والغردقة 21 ملم، وتعدت سرعة الرياح 25 عقدة وفى أحيان أخرى تجاوزت الثلاثين عقدة فى مرات عديدة. ولفت إلى أن سقوط أغلب هذه الأمطار بهذه الكميات الكبيرة على رؤوس الجبال المتاخمة للقري والمدن خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة قد أدى إلي انهمارها بشدة من أعلي إلي السهول والوديان تحتها مكتسبة سرعات جريان عالية ومحطمة في طريقها كل ما صادفها من سدود مؤقتة أو طرق أم مبان، في ظاهرة طبيعية عنيفة تعجز أي احتياطات أو بنية أساسية عن مقاومتها، وهو شىء قابل للحدوث ومتكرر على مستوي العالم تتساوي دول العالم المتقدمة محدودة الإمكانيات في العجز أمامه، ويظهر الفرق بينهما فقط في التقليل من آثار الكارثة علي المتضررين وسرعة إعادة الحياة إلي طبيعتها، أية مواجهة ما بعد الكارثة، بينما تتضاءل القدرة البشرية مهما بلغت قدراتها لمجابهة ظاهرة بهذا الحجم علي هذا النطاق الواسع. وقال رئيس مجلس إدارة هيئة الأرصاد إن "الهيئة قررت تجميع بيانات ومعلومات الأرصاد وصور الأقمار الصناعية والاستشعار عن بعد ومخرجات النظم العددية وكل التقارير والصور التي وصلتها من المواطنين والجهات المختلفة، لتسجيلها إلكترونيا ودراستها بعناية والاحتفاظ بها كحالة نادرة لتقلبات الطقس، كما سيتم تداول مسبباتها وآثارها مع خبراء المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، خاصة وأن خبراء الهيئة قد نجحوا في التنبؤ بها قبل حدوثها، وتابعوا أحداثها ورصدوها بجميع عناصرها ساعة بعد ساعة".