قال مدير مشروع سد النهضة الإثيوبي، "سمنجاو بقلي" إن "جميع المعامل الخرسانية التي كانت إدارة المشروع تتعامل معها في الخارج، تم جلبها إلى موقع بناء السد بغرض كسب الوقت وإنجاز العمل"، مشيرا إلى أن "العمل في المشروع يجري بوتيرة متسارعة ومنتظمة". جاء ذلك أثناء الشرح المفصل الذي قدمه مدير المشروع، لوفد من الصحفيين الأجانب كان يرافقه، أمس الثلاثاء، في رحلة إلى موقع العمل في بناء السد. وأفاد أن "كمية العينات التي جرى إرسالها إلى الخارج، لإجراء الفحوصات عليها بلغت 6 كونتنيرات (حاويات)، جمعت من مساحة قدرها 8.5 كيلو متر مربع"، ونوه إلى أن "أعمال الخرسانات والإسمنت التي يجري استخدامها تخضع لفحوصات دقيقة قبل استخدامها". واعتبر "سمنجاو" أن الطريقة التي يجري بها العمل في المشروع تعكس جدية واستعداد الحكومة الإثيوبية، وإصرارها على إنجاز المشروع في الوقت المحدد له. وأطلع مدير المشروع الصحفيين الأجانب على جميع مراحل العمل التي تقوم به إدارة المشروع في السد، مشيرا إلى أن عدد العاملين يبلغ 8500 عامل، بينهم أكثر من 500 فني، ومهندس، جاءوا من 25 دولة. وذكر أن "كمية الخرسانات التي ستستخدم في بناء السد، تبلغ 10.5 مليون طن من الإسمنت والخرسانات"، مشيرا إلى أن ارتفاع السد بعد اكتمال العمل سيصل إلى 645 مترًا". وحول كمية الطاقة التي ستنتجها الوحدتان اللتان سيجري فيهما التشغيل المبكر، قال إن "الوحدة ستنتج 1.08 ميجاوات (في حال انخفاض مستوى المياه)، على أن تزيد هذه الكمية المنتجة بصورة تدريجية في حال توفر ارتفاع مستوى المياه، حتى تبلغ الطاقة التشغيلية الكاملة 750 ميجاوات للوحدتين، بواقع 375 ميجاوات للوحدة". وتجاوز عدد الصحفيين الأجانب المشاركين في الرحلة أكثر من 28 صحفيًا من مختلف وسائل الإعلام الأجنبية في الممثلة في إثيوبيا، وفقا لمراسل الأناضول. وكانت رحلة الصحفيين الأجانب انطلقت من مدينة أديس أبابا إلى سد النهضة الإثيوبي في 14 من مارس الجاري، بمشاركة فريق من وكالة الأناضول يضم صحفيًا ومصورًا، ثم عادت للعاصمة الإثيوبية في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء. وتهدف هذه الرحلة إلى الوقوف على سير العمل في المشروع، والنجاحات التي حققتها الحكومة الإثيوبية، ومستوى تنفيذ المشروع؛ وتأتي في إطار الاستعدادات التي تجريها اللجنة الوطنية لتنسيق سد النهضة للاحتفال بالذكرى الثالثة لوضع حجر الأساس للمشروع، في 11 أبريل المقبل. وتم إنجاز 32% من العمل في المشروع، بحسب تصريحات مسؤولين بالحكومة، والذي يعمل فيه أكثر من 7 آلاف عامل، بينهم 500 مهندس وفني أجنبي من 22 دولة. ويقع سد النهضة على نهر النيل الأزرق في مدينة (قوبا) بإقليم بني شنقول جمز على بعد 20 كم من الحدود الإثيوبية السودانية على مساحة طولها 1780مترا وارتفاع يبلغ 145 مترا . وسينتج المشروع 6 آلاف ميجاوات من الطاقة من 16 وحدة 10 منها في الجانب الأيمن و6 وحدات في الجانب الأيسر لتنتج كل وحدة منها 375 ميجاوات. وتسبب السد في توتر العلاقات بين مصر وإثيوبيا، في الأشهر الأخير، حيث ترى القاهرة أن السد يؤثر على حصة مصر السنوية من مياه نهر النيل، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب، كما أنه سيؤثر على أمنها القومي في حالة انهيار السد. وعقب قيام أديس أبابا بتحويل مجرى النيل الأزرق، أحد روافد نهر النيل، في مايو الماضي، أصدرت لجنة الخبراء الدولية، تقريرًا أفاد بأن هناك حاجة لإجراء مزيد من الدراسات بشأن آلية بناء السد، حتى يمكن تقدير الآثار المترتبة على بنائه ثم تحديد كيفية التعامل معها، بحسب ما ذكرته الحكومة المصرية. وتكونت اللجنة من 6 أعضاء محليين، (اثنين من كل من مصر والسودان وإثيوبيا)، و4 خبراء دوليين في مجالات هندسة السدود وتخطيط الموارد المائية، والأعمال الهيدرولوجية، والبيئة، والتأثيرات الاجتماعية والاقتصادية للسدود. وتعتبر الحكومة الإثيوبية أن سد النهضة "مشروع تنموي سيادي لإنتاج الطاقة الكهربائية ولا يمكن أن يخضع لأية املاءات ووصاية من الخارج".