منذ زمن بعيد يتساءل العلماء حول كيفية بقاء بعض الكائنات الحية في العصور الجليدية، التي كان آخرها منذ 20 ألف سنة. تشكل فريق دولي من العلماء برئاسة الدكتور كيردوين فريزر من الجامعة الوطنية الأسترالية، والدكتور اليكس تيراودوس من القسم الأسترالي في القطب الجنوبي، لدراسة أنواع الكائنات الحية في منطقة النشاط البركاني في القطب الجنوبي. وكان الهدف من هذه الدراسة هو إثبات إمكانية حماية مناطق الحرارة الجوفية في الأرض للكائنات الحية خلال العصور الجليدية. كان يعتقد في السابق أن القارة البيضاء خالية من الحياة، ولكن تبين أن هذا غير صحيح، لأنه إضافة الى أربعة أنواع من البطارق تعيش هناك عدة أنواع من الطيور وحوالي 70 نوعا من اللافقريات. كما هناك نباتات مزهرة وطحالب وفطريات ونباتات مائية وغيرها من الكائنات الحية. درس العلماء حوالي 39 ألف بحث ووصف للأنواع في القطب الجنوبي من وضع باحثين مختلفين سجلوها خلال وجودهم في المنطقة. وقسم العلماء النباتات والحيوانات حسب قربها من مصادر الحرارة الجوفية. بعد ذلك اختار العلماء 9 براكين من بين 16 بركانا نشيطا في القطب الجنوبي. تدفئ هذه البراكين المنطقة المحيطة لذلك نجد فيها مختلف أنواع النباتات والحيوانات. وكانت المناطق موضع الدراسة لا تبعد عن الشاطئ أكثر من 200 كلم، أي عمليا تقع على ارتفاع واحد عن سطح البحر. بعد دراسة وافية ودقيقة لهذه المناطق تأكد الخبراء أنه مع الاقتراب من مصدر الحرارة، ازداد عدد أنواع الكائنات الحية ( النباتات في هذه الحالة ) ومع تحسن الظروف المناخية، كانت تنتشر من جديد.