غادرت الرئيسة الكورية الجنوبية بارك كون هيه البلاد متوجهة إلى لاهاي اليوم الأحد لحضور تجمع زعماء العالم الرامي لمنع الإرهاب النووي ، بالإضافة إلى إجراء لقاء نادر مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي على هامشه. يشار إلى أن اللقاء مع ابي ، على الرغم من انه سيكون ثلاثيا بحيث أنه ينطوي أيضا على الرئيس الأمريكي باراك أوباما ، سيمثل أول محادثات رسمية بين بارك وابي منذ تولى بارك الرئاسة قبل أكثر من عام، وذلك يشير إلى ذوبان الجليد في العلاقات المتوترة بشدة بين سيئول وطوكيو. وكانت بارك تتجنب اللقاء مع ابي على خلفية قيام اليابان بإثارة كوريا الجنوبية بسلسلة من الخطوات القومية والتصريحات المستنكرة التي تفسر بأنها محاولات لتمجيد ماضيها العسكري وتبييض جرائمها الوحشية ، بما في ذلك الاستعباد الجنسي بواسطة طوكيو للنساء الكوريات خلال حكمها الاستعماري لشبه الجزيرة الكورية خلال الفترة 1910-1945 . وقد تم وضع الاجتماع بعد أن تعهد آبي في وقت سابق من هذا الشهر بتقدير اثنين من اعتذارات اليابان السابقة عن الحكم الاستعماري - المعروفين باسم "بيان كونو " و " بيان موراياما " ووجد هذا التعهد ترحيبا من الرئيسة بارك. يذكر أن التحسن في العلاقات بين كوريا الجنوبية واليابان من شأنه أن يحل واحدا من مسببات الصداع للولايات المتحدة في آسيا. وقد مارست واشنطن ضغطا على سيئول وطوكيو للتصالح مع بعضها البعض ، حيث أنها تسعى لتوسيع التعاون الأمني مع حلفائها الآسيويين في إطار مواصلة مراقبة الصين الصاعدة . ومن المتوقع أن تتصدر جدول أعمال القمة الثلاثية بين (بارك و أوباما و ابي) المواجهة الدولية بشأن البرنامج النووي لكوريا الشمالية وغيرها من القضايا ذات الصلة بالدولة الشيوعية . إلا أنه يتوقع أن تكون هناك صعوبة في تطرق الاجتماع لمشكلة التاريخ بين سيئول وطوكيو. وتأتي المحادثات الثلاثية ضمن الاجتماعات التي تعتزم بارك عقدها على هامش قمة الأمن النووي التي تعقد بعد كل سنتين ، وتبدأ الدورة الثالثة يوم الاثنين وتستمر حتى الثلاثاء. ومن المقرر أن تعقد بارك أيضا محادثات ثنائية مع الرئيس الصيني شى جين بينغ . ويجمع المؤتمر النووي معا رؤساء الدول وكبار المسئولين من 53 دولة لإجراء مناقشات حول كيفية إبقاء العالم أكثر أمنا وإخلائه من الأسلحة النووية . وكانت القمة الافتتاحية قد عقدت في واشنطن في عام 2010 وعقدت القمة الثانية في سيئول في عام 2012 . وقال مسئولون ، إن بارك كرئيسة للدولة التي رأست القمة السابقة ، من المقرر أن تلقي كلمة في الجلسة الافتتاحية ، حيث تعتزم التشديد على أهمية العمل مع المجتمع الدولي لمنع الإرهاب النووي و تقديم وسيلة مثلى للمضي فيها قدما. وتعتبر بارك هي واحدة من الزعماء الثلاثة الذين ينتظر أن يلقوا كلمات في الجلسة الافتتاحية . الاثنان الآخران هما رئيس الوزراء الهولندي مارك روتا والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون . وتخطط بارك خلال المؤتمر ، للإعلان عن ما قامت به كوريا الجنوبية لتحسين الأمن النووي والنقاش مع زعماء آخرين حول مستقبل القمة. وأثناء وجودها في لاهاي، تخطط بارك لعقد اجتماع ثنائي مع رئيس الوزراء الهولندي روتا لبحث سبل توسيع التعاون الاقتصادي بين البلدين وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية و العالمية الرئيسية. ومن المقرر أيضا أن تحضر مأدبة الغداء التي يقيمها الملك الهولندي ويليم ألكسندر . ومن هولندا ستتوجه بارك إلى ألمانيا في زيارة دولة تستغرق أربعة أيام . وتكتسب الزيارة إلى ألمانيا أهمية لكون أن الرئيسة بارك قد تكشف فيها النقاب عن رؤية جديدة للتوحيد مع كوريا الشمالية خلال كلمتها التي تلقيها في إحدى الجامعات في مركز درسدن الاقتصادي لألمانيا الشرقية سابقا . ويعتبر دريسدن هو أيضا رمزا لتوحيد ألمانيا حيث ألقى فيه المستشار الألماني السابق هيلموت كول خطابا تاريخيا مؤيدا للتوحيد في عام 1989. وسوف تبدأ بارك جولتها إلى ألمانيا بزيارة إلى برلين، حيث أنها تخطط لعقد اجتماع مع ستة مسئولين سابقين من ألمانيا الشرقية والغربية لطلب المشورة بشأن التوحيد. كما ينتظر أن تعقد في برلين ، محادثات منفصلة مع الرئيس الألماني يواكيم جوك و المستشارة الألمانية انجيلا ميركل .