على الرغم من بدء فصل الربيع قبيل أيام؛ إلا أن فاكهة الصيف الشهيرة "البطيخ" بدأت تجد لها مكانًا في مقدمة أرفف باعة الفواكه في أسواق غزة، بسبب زراعتها في بيوت بلاستيكية. والمتجول في الأسواق الشعبية للفاكهة والخضار في قطاع غزة يمكنه ملاحظة بدء انتشار ثمار البطيخ التي يقبل عليها الفلسطينيون بكثرة، خصوصًا مع اشتداد حرارة الصيف. وكانت وزارة الزراعة في غزة افتتحت موسم البطيخ الماضي في منتصف مايو 2013، وأعلنت آنذاك أن القطاع يكتفي ذاتيَا من الخضار والفواكه بنسبة 95%. وتمتاز محافظتا خان يونس ورفح جنوب القطاع بزراعة ثمار البطيخ؛ نظرًا لحاجة هذه الفاكهة لمساحاتٍ كبيرة من الأرض الزراعية، عدا عن المياه العذبة التي يُفضل ريها بها لضمان الحصول على بطيخ يتمتع بمذاق حلوٍ نسبيًا. وتشهد حركة بيع الفواكه بشكل عام والبطيخ بشكل خاص حركة ملموسة هذه الأيام، حسبما أفاد بائع الفواكه أبو غسان مطير. ويقول مطير لوكالة "صفا" إن نسبة شراء البطيخ جيدة هذه الأيام، بسبب رغبة المواطنين لتجربته قبيل موسمه الصيفي الحقيقي". ويقدّر رئيس قسم الخضار في الادارة العامة للإرشاد بوزارة الزراعة حسام أبو سعدة المساحة المزروعة بالبطيخ في غزة العام الحالي بنحو خمسة آلاف دونم، تنتج نحو 2500 طن، فيما قدرت الوزارة المساحة المزروعة بصنف الشمام بنحو 2500-3000 دونم وكمية إنتاج 5-6 أطنان كمتوسط عام للدونم الواحد. ويشير أبو سعدة لوكالة "صفا" إلى أن البطيخ الموجود حاليا في الأسواق يطلق عليه اسم "أدوم"، وهو الذي يزرع في شهري ديسمبر ويناير في بيوت بلاستيكية حرارية وينضج مبكرًا، مبينًا أن شهر أبريل الحالي تبدأ فيه زراعة مرحلة ثانية من البطيخ لينضج في الصيف. ويعتقد الشاب إسماعيل حمدونة أن البطيخ لا يخلو من منازل المواطنين طوال موسمه الذي يمتد حتى مطلع الخريف، باعتباره فاكهةً زهيدة الثمن نسبيًا، حيث يصل إلى شيكل واحد للكيلو غرام عندما ينزل الاسواق بكميات كبيرة. ويرى المدير العام للتسويق في وزارة الزراعة في غزة تحسين السقا أن النضوج المبكر للبطيخ في أسواق القطاع عائدٌ لاعتماد المزارعين على البيوت البلاستيكية الحرارية التي توفر درجات حرارة مناسبة لنضج ثمار البطيخ. وقال السقا لوكالة "صفا" إن الحكومة تتبع منذ أعوام استراتيجية الاكتفاء الذاتي في معظم الخضراوات والفواكه كثمار البطيخ والشمام، بعد قرار منع استيراد عددٍ من الفواكه من "إسرائيل". وأضاف أن قطاع غزة كان يستورد نحو 20 ألف طن من البطيخ سنويًا من الاحتلال الاسرائيلي بملايين الدولارات، غير أن الحكومة ألغت هذا الأمر بعد زراعة أراضي المحررات جنوب القطاع.