انطلقت هنا اليوم فعاليات المؤتمر الختامي ل(برنامج ترشيد استهلاك المياه لبعض الدول العربية) الذي تنظمه الجمعية الكويتية لحماية البيئة تحت رعاية وزير الاشغال العامة ووزير الكهرباء والماء عبدالعزيز الابراهيم ويستمر حتى بعد غد الاربعاء. وقال وكيل وزارة الكهرباء والماء المهندس احمد الجسار في كلمة له اثناء الافتتاح نيابة عن الوزير الابراهيم ان الدول العربية تتشارك بوجودها في منطقة جغرافية الاكثر شحا بالمياه العذبة ما يجعل حصة الفرد المستحقة من المياه العذبة الصالحة للشرب في ادنى مراتبها بين دول العالم. واضاف الجسار ان ما يعرقل تقدم الدول النامية والفقيرة على حد سواء ان تنغمس هذه الدول في مجابهة التحديات وهدر مورد النفط لانتاج آخر مؤكدا اهمية توفير المياه كونها مطلبا اساسيا. واشار الى ان نصيب الفرد في الكويت من المياه لا يتجاوز 70 مترا مكعبا سنويا وهو رقم لا يمكن مقارنته بالحصة الادنى للفرد التي تبلغ 200 متر مكعب مبينا ان الكويت ودول الخليج تستهلك الاموال والوقود والجهد لتعويض هذا النقص في بناء محطات التحلية وباستخدام التقنيات الحديثة والمختلفة. واكد ان وزارة الكهرباء تقوم بكامل طاقتها بالجهود الجبارة في توفير الكميات المهولة من المياه العذبة لتغطية احتياجات المستهلكين ولكن هذه الجهود يقابلها استهلاك مفرط للمياه العذبة حيث ان معدل الانتاج بلغ 400 مليون غالون يوميا فيما بلغ معدل الاستهلاك 390 مليون غالون ما يستدعي وقفة جادة لترشيد استهلاك المياه والتوجه الى ادارة مشكلة المياه في بلداننا للمحافظة على مواردنا الطبيعية. واشاد الجسار بجهود جمعية البيئة على مبادرتها في تولي هذا البرنامج وتوجيه مسار فعالياته للكويت معتبرا ان للمجتمع المدني اثرا واضحا في تفاعل المجتمع مع انشطته وفعالياته ما يجعل المؤسسات الحكومية تدعم هذه الانشطة لتحسين الاداء والخدمات. من جهتها قالت امين عام الجمعية والمدير التنفيذي للبرنامج وجدان العقاب ان من اعظم المشكلات التي يواجهها عالمنا المعاصر سوء استخدام الموارد الطبيعية وأثرها على البيئة واستنزاف المقومات الأساسية فيها مبينة ان الماء أحد اهم هذه الموارد الطبيعية وهو مصدر الحياة. واضافت العقاب ان الماء على الرغم من انه مورد متجدد فانه أيضا مورد محدود وأرصدته ومصادره مقننة ومعروفة ويتعرض لإجهادات كبيرة سواء ناتجة عن استنزاف الموارد أو عن تدهورها نتيجة التلوث. وافادت بأن الدول العربية شحيحة الموارد المائية تركز اهتمامها على ايجاد مصادر مياه جديدة لتلبية الاحتياجات المائية المتزايدة ومن بين ذلك ما تقوم به بعض الدول في مجال تحلية المياه ذات الكلفة المرتفعة نسبيا كدول الخليج العربي والتي تسعى لتفعيل اجراءات وبرامج الاستخدام الامثل للمياه كما في مصر والاردن واليمن. واكدت ان دول الوطن العربي تعاني أزمة حادة في المياه وتم قرع ناقوس الخطر من قبل الجهات الرسمية والشعبية من أجل المشاركة في إيجاد حلول تخفف من آثار المشكلة حاليا وحلول أخرى تحفظ حقوق الأجيال المقبلة وان المشاركة الشعبية بكل فئاتها أصبحت أساسية لنشر الوعي بالمشكلة المائية التي تزداد تفاقما مع ازدياد الجفاف والتقلبات المناخية وانتشار التصحر وازدياد الطلب على المياه. وذكرت العقاب ان المؤتمر سيعقد ورشة عمل لمدة ثلاثة ايام لتبادل الخبرات في عمان (الاردن) في مجال ترشيد استهلاك المياه اضافة الى عقد ورشة عمل لمدة يومين في مجال ترشيد استهلاك المياه في كل دولة مشاركة وسيتم اعداد دليل حول ترشيد استهلاك المياه للمؤسسات التعليمية. واضافت انه سيتم ايضا طباعة 1500 نسخة من هذا الدليل وتوزيعها على الدول المشاركة واعداد دليل ايضا حول ترشيد استهلاك المياه للفنادق وطباعة 1500 نسخة منه وتوزيعها على الدول المشاركة فضلا عن تطوير وانتاج 1500 حقيبة تعليمية لطلبة المرحلة المتوسطة بهدف المساهمة في رفع الوعي حول اهمية ترشيد استهلاك المياه وتوزيعها على الدول المشاركة. واعلنت تصميم بعض المشاريع ذات العلاقة بترشيد المياه مثل الحصاد المائي واستخدام المياه الرمادية واعادة استخدام المياه العادمة المعالجة وتوزيع تلك التصاميم على الجهات المشاركة للاستفادة منها. من جانبه قال رئيس الجمعية الكويتية لحماية البيئة الدكتور محمد الاحمد في تصريح على هامش الافتتاح ان تنظيم الجمعية لمؤتمر ترشيد استهلاك المياه في الكويت يأتي انسجاما مع مساعيها فيما يتعلق بمقترحاتها حول قانون البيئة الذي قدمته لمجلس الامة قبل ايام حيث ضمنتها الكثير من سبل ادارة المياه في البلاد. واوضح الاحمد ان هذا المؤتمر يستهدف معظم فئات المجتمع لاحداث نقلة في مفهوم الوعي المائي ما ينعكس ايجابا على الاجراءات الحكومية وغير الحكومية في هذا المجال. واضاف ان تنظيم هذا المحفل الذي يأتي ضمن حزمة البرامج التي اعتمدتها الجمعية كأنشطة تحتفل من خلالها بمناسبة مرور 40 عاما على تأسيسها لافتا الى ان المؤتمر يضم عددا كبيرا من المحاضرات وورش العمل والتطبيقات العملية التي يعرضها ويتناولها مستشارون وخبراء ما يعكس اهتمام الدولة بهذا التوجه الهادف الى نشر ثقافة ترشيد الاستهلاك فضلا عن ابراز الجهود الوطنية بهذا الخصوص. بدوره اوضح مدير الاكاديمية الوطنية للبيئة في الاردن ومدير المشروع المهندس عبدالكريم الجبارين في تصريح صحافي ان الدول المشاركة في المؤتمر هي الكويت والاردن والامارات والبحرين والسعودية ومصر واليمن لافتا الى انه تم تدريب ما لا يقل عن 400 مشارك من مختلف الفئات الاجتماعية والتعليمية والعمرية موضحا ان مخرجات المشروع هي اصدار دلائل ارشادية عن ترشيد استهلاك المياه في الفنادق والمؤسسات التعليمية والمنازل. واوضح الجبارين ان من تلك الدلائل توزيع الاف النسخ على العينات المستهدفة من المؤسسات التعليمية وادارات الفنادق وربات المنازل كما تتضمن برامج توعية مصاحبة للمشروع تشمل اصدار كتيبات وبروشورات وحقائب تعليمية لطلاب المدارس. وبين ان انعقاد المؤتمر يأتي كلقاء ختامي لمشروع تطبيقات صغيرة في مجال ترشيد استهلاك المياه في بعض الدول العربية الذي تشرف عليه الجمعية بتمويل من الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي وتنفذه الاكاديمية في الاردن بالتعاون مع جمعية اصدقاء البيئة في البحرين وابوظبي ومركز المياه والبيئة في جامعة صنعاء ومعية الصقر العربي للتنمية والبيئة في حلوان وجمعية البيئة في السعودية. وعلى هامش المؤتمر اقيم معرض تخصصي حول ترشيد استهلاك المياه نظمته الجمعية الكويتية لحماية البيئة بمشاركة وزارة الكهرباء والماء ومركز تنمية مصادر المياه للجمعية والاكاديمية الاردنية للبيئة وعدد من الجهات والمؤسسات والشركات المعنية بالمياه حيث ضم نماذج مشاريع توعوية عن الهدر والاستهلاك فضلا عن اصدارات ودلائل ترشيد المياه في المؤسسات الحكومية والمنازل والمنشات التعليمية.