حذر مدير هيئة الغابات في السودان، عبد العظيم ميرغني, من استمرار التعدي على الغابات في بلاده، مشيرًا إلى أن  تدني الوعي بأهمية الغابات  وسط المسوؤلين يعد من أكبرالمهددات والمشكلات التي تواجه الغابات  حاليا. وكشف ميرغني  في تصريحات خاصة إلى "العرب اليوم"عن فقدان آخر حزام  شجري متبقي في مدينة الجنينة غرب دارفور، حيث تبدأ السلطات هناك اعتبارًا من السبت, في توزيع منطقة الحزام  كأراضي سكنية في تعدي واضح وصريح على الرغم من أن  قانون البيئة  ينص على أن أي مشروع تنموي لابد من أن يستوفي دراسة الجدوى البيئية, معبرًا عن أسفة عدم الإلتزام بالقانون. وحذر ميرغني أي مواطن من التعدي على الغابات لتجنب فتح بلاغ ضده، وتعرضه للمسائلة القانوية، مشيرًا إلى أنه في حالة التعدي من جهة حكومية يدخل الأمر  في إطار مايعرف  بتصادم الصلاحيات، وتضيع القضية مهما كانت خطورة التعدي. وأكد أن الحكومة غيرملتزمة سياسًيا تجاه الغابات والمحافظة عليها، مشيرًا إلى أن بعض الولايات وعت الدرس جيدًا بعد أن ضربها التصحر، ومنها على سبيل المثال ولاية القضارف شرق السودان، التي بدأت  في  تنفيذ حملات لزراعة الأشجار والتمدد الشجري، كما أن المواطن بدأ يحس بأهمية المحافظة على الغطاء النباتي. وعبر عن أسفه  لاستمرار السلطات في التعدي وكأن شيئا لم يكن، مطالبَا الجهات الرسمية بمراجعة مواقفها جيدًا من التعاطي مع الغابات، خصوصًا بعد أن فقد السودان بعد انفصال الجنوب ثلثي الغطاء النباتي، وتبقي  له ثلث واحد فقط ، هو الآن مهدد  بزحف مشاريع السكن مثلما حدث في غرب دارفور، وبزحف المشاريع الصناعية, كما حدث في ولاية النيل الأبيض. واختتم ميرغني حديثه بالإشارة إلي أن الغابات تمر بوضع  حرج  في ظل الضغوط  الحالية،  حيث يعتمد قطاع كبير من السكان على الغابات كمصدر وقود ، وأن 71 % من الطاقة مصدرها الغابات، وهناك فجوة كبيرة بين مايقطع  ويزرع ،  لذلك لابد من ايجاد حل لهذه المشكلة  وإلا سيستمر  تقلص مساحات الغابات يوما بعد يوم.