لا يملك صيادو الأسماك في ميناء طرابلس تفسيراً لتكرار ظاهرة الأسماك الكبيرة التي يتم اصطيادها من وقت لآخر، وإن كانوا يرون في ذلك فأل خير ومصدر رزق إضافياً يعوضهم خسائر المنافسة غير الشرعية مع البضائع المستوردة التي تغزو الأسواق اللبنانية. وعلى الرغم من عدم وجود كميات كبيرة من تلك الأسماك التي تم اصطيادها مؤخراً على مسافة من شاطئ الميناء، الا ان ظهورها تباعاً خلال شهر، وبأنواع مختلفة يشير بحسب الصيادين الى وجود أعداد أخرى، أغرت البعض منهم إلى التركيز على اصطياد هذا النوع، والعمل على تأمين مستلزمات إخراج سمكة كبيرة من شباك متينة وصيادين محترفين تتم الاستعانة بهم. وكان عدد من الصيادين أخرجوا قبل أسابيع أسماكاً من نوع  "القرشيات" أو ما يُعرف بكلب البحر من المياه بطول متر ونصف المتر، قبل أن يغنم عدد آخر منهم قبل ايام سبعة اسماك يتجاوز طول كل واحدة منها المتر، وهي بحسب الصيادين تنتمي إلى فصيلة القرش. التفسير العلمي الدكتور عماد سعود المتخصص في علوم البحار في الجامعة الأميركية في بيروت أكد لصحيفة "السفير" اللبنانية أن هذه الأسماك هي من نوع "القرش"، معتبراً أن هناك أكثر من 200 نوع من اسماك القرش، عدد كبير منها اصبح في طور الانقراض. وقد فسّر مرور هذه الأنواع الآن بأنه موسم هجرتها الى اوروبا وانها دائمة البحث عن المياه العميقة وعن السمك الصغير لاصطياده. وهي عندما تشاهد بعض الاسماك عالقة في شباك الصيادين تهجم لأكلهـا فتـعلق هي في الشـباك. واذ اعتبر ان لحم القرش ليس مرغوباً شعبياً، وصف القرش بميزان البحر والحياة البـحرية، اذ يأكل عادة وأولاً السمك المريض او الضعيف، ويسـاهم في تحسين نسل الأسـماك. وان انقـراض سمك القرش سيتسبب باختلال التوازن البيئي البحري بشكل كبير ويؤثر سلباً على التنوع الحيوي لكل النظام البيئي البحري. وحول ما اذا كان النوع الذي تم اصطياده في لبنان من الأنواع المهددة بالانقراض، رأى ان الموضوع بحاجة الى دراسة معمقة أكثر للإجابة على هذا السؤال.