الرياض – العرب اليوم
باتت توقعات خبراء الطقس تؤيد بشكل متزايد قدوم العاصفة الثلجية "نور" إلى مناطق الشمال، والتي يتوقع أن تبدأ الثلاثاء وتستمر ثلاثة أيام في رحلتها المقبلة عبر أجواء أوروبا الشرقية، بعد أن اكتسبت قوة إضافية في مسارها قبل وصولها إلى مناطق البحر المتوسط. ومن المنتظر أن تصاحب "نور" حال وصولها أمطار غزيرة ورياح قوية إلى نشطة السرعة، قبل أن تتحول بعد ذلك إلى كتلة هوائية باردة، تعمل على تساقط الثلوج والأمطار على مناطق واسعة في الأردن وفلسطين وسورية ولبنان أولا قبل مرورها إلى مناطق الحدود الشمالية في السعودية، خاصة في مرتفعات جبل اللوز في تبوك، وفي محافظة طريف والمناطق القريبة منها، الأمر الذي سارعت معه إدارات التعليم في المناطق الشمالية، إلى دراسة إلغاء الطابور الصباحي، نظرا لبرودة الأجواء المتوقعة خلال هذا الأسبوع تجنبا لتعرض الطلاب للبرد.
واستبقت العاصفة نور موجة باردة على المناطق الشمالية، إذ وصلت درجة الحرارة في محافظة طريف إلى "الصفر المئوي" أمس، في وقت تجمدت فيه الحركة المرورية، وأغلقت الكثير من المحال التجارية والأسواق هربا من البرد القارس.
وذكر خبير الطقس والمناخ الدكتور عبدالله المسند من خلال حسابه بموقع "تويتر"، إنه يتوقع أن تصل درجة الحرارة الكبرى في محافظة طريف ظهر الغد إلى 4 درجات فقط، والصغرى فجرا إلى 5 درجات تحت الصفر، فيما تسجل الدرجة المحسوسة أقل من ذلك، مشيرا إلى أن تلك الأجواء سوف تكون أشد بردا من لندن، وسيتشكل الصقيع المهلك للمحاصيل الزراعية.
"نور" الزائر الأبيض المنتظر من أهالي الشمالية، يعتبر عاصفة اعتيادية في إطلالته، وليست استثنائية، خلافا لبعض عواصف العام الماضي التي اجتاحت البلاد، إذ يصحبها- وفقا لتقارير خبراء الطقس- في مرورها وسكونها على المنطقة، انخفاض كبير في درجات الحرارة يصل إلى ما بين 4 و6 درجات مئوية عند معدلاتها الاعتيادية في مثل هذا الوقت من العام، وذلك جراء تعمق الموجة وتكتلها البارد، والمنتظر أن يستمر حتى الأربعاء المقبل.
وكانت أولى العواصف الثلجية لهذا العام "رشا" قد ضربت مناطق واسعة في الأردن مع اليوم الأول من العام الميلادي الجديد، فيما تأثرت مناطق شمال المملكة وقتها بتلك الموجة ولكن بشكل أقل من خلال تساقط طفيف للثلوج داخل طريف، وفي مناطق الكتب والمرتفعات القريبة من المحافظة، وبشكل مكثف على مرتفعات جبال اللوز بتبوك، وقد رافقتها نسمات باردة وصلت معها درجات الحرارة إلى 4 تحت الصفر.
ويذكر أن خبراء الطقس العرب أطلقوا مسميات نسائية عربية على العواصف الثلجية لتمييزها عن غيرها من المسميات الأجنبية، مثل هدى وزينة ورشا وجنى ونور وغيرها. وربما ارتبط اسم العاصفة المتوقعة بـ"نور" لأنها تشع بياضا للثلج فوق الجبال.