بكين - واس
حذر علماء في الصين من أن الحملة التي تتبناها الحكومة لإزالة جبال من أجل خلق مساحات للبناء قد تتسبب في مشاكل بيئية كبيرة. وقال باحثون من جامعة تشانغآن الصينية إن عشرات الجبال هدمت بالفعل، وهو ما قد يتسبب في تلوث الماء والهواء، بالإضافة إلى فيضانات وتآكل في التربة. وأشار الباحثون، الذين نشروا تقريرا في مجلة "نيتشر" العلمية، إلى هذا الأمر يجري على نطاق غير مسبوق. وقال البروفيسور بييو لي، من كلية العلوم والهندسة البيئية في جامعة شانغان: "لا سوابق يمكن الاسترشاد بها في هذه العلمية لأنه لم تحدث مشروعات كهذه في العالم من قبل". وتتوسع مدن الصين بشكل سريع مع نمو الاقتصاد، ويعتبر إزالة الجبال هو أحد سبل توفير المزيد من المساحات الأرضية للتطوير. ويعيش حوالي خمس سكان الصين في مناطق جبلية. نطاق "لا نظير له" ومع أنه قد يتم إزالة مناطق جبلية في إطار صناعة التعدين، خاصة في الولايات المتحدة، يقول الباحثون إن نطاق النشاط في الصين "لا نظير له". وحذروا العلماء من أن تحويل التلال إلى أراض مسطحة ينثر جزيئات غبار في الهواء، وهو مما يلوث مجاري المياه، ويتسبب في انهيارات أرضية وفيضانات ويعرض النباتات والحيوانات للخطر. وأضافوا أن الأرض المسطحة بهذا الشكل قد تكون غير مناسبة لأعمال البناء. ويقول البروفيسور لي إن "أكثر الأمور إثارة للقلق هي مدى سلامة بناء مدن على الأرض الجديدة". ويشير إلى أن بعض أنواع التربة الناعمة، مثل تلك الموجودة في مدينة يانان حيث يجرى مشروع لإزالة مناطق جبلية، قد تنحسر حين تكون رطبة مما يتسبب في انهيار المباني أو حدوث هبوط أرضي. تقييم المخاطر ويرى العلماء أنه يجب على الحكومة الصينية العمل مع خبراء محليين ودوليين لتقييم مخاطر هذا المشروعات قبل الاستمرار فيها. وتعليقا على الأمر، قال براين ماكغلين، من جامعة ديوك في الولايات المتحدة: "إننا نمضي قدما في (هذه المشروعات) في الصين وأمريكا بدون رؤية كافية للنتائج، خاصة فيما يتعلق بالمياه والأثر على جودتها." وأشار في مقابلة مع "بي بي سي" إلى أن "التقرير يركز على أشياء أساسية مثل قدرة الأرض على استعادة الثبات، إضافة إلى أننا نقوم بتغيير مجرى المياه بشكل كبير وبالتالي المواد التي تحتك بها". وأكد على أنه لا تتوافر بعد "الخبرة الخاصة بتغييرات بهذا الحجم لأنها تجربة كبيرة".