باريس - أ.ف.ب
يسجل كوكب الارض وتيرة لم يسبق لها مثيل من انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة، تعادل عشرة اضعاف ما كان في ازمان الاحترار التي عرفتها الارض في الستة وستين مليون سنة الاخيرة على ما جاء في دراسة نشرتها مجلة "نيتشر كلايمت تشاينج".
وحذر معدو الدراسة من ان هذه الوتيرة تدفع العالم الى حدود الخطر، اذا انها تزيد عن الوتيرة التي عرفتها الارض حين انتقالها من العصر الباليونيسي (الممتد من 65 الى 55 مليون سنة مضت) الى عصر الايوسين (الممتد من 56 الى 34 مليون سنة مضت)، حين ارتفعت حرارة الارض خمس درجات مئوية على مدى الاف السنوات تحت تأثير انبعاثات غازات الدفيئة، الامر الذي ادى الى انقراض عدد كبير من الانواع الحية، ولاسيما في البحار.
اما الآن، فالانبعاثات الناجمة عن النشاط البشري، ولاسيما من توليد الطاقة، جعلت حرارة الارض ترتفع درجة واحدة منذ الثورة الصناعية، ويتوقع ان ترتفع بما بين ثلاث درجات الى اربع بحلول العام 2100 في حال لم تتخذ اجراءات جذرية لمنع ذلك.
وقال اندي ريدغويل استاذ علوم المناخ في جامعة بريستول والمشارك في الدراسة "وتيرة الانبعاثات الحالية خطرة (..) نحن نشهد التغير المناخي الاسرع خلال 66 مليون عام".
وتمكن العلماء من تقدير وتيرة انبعاثات غازات الدفيئة قبل 56 مليون سنة من خلال دراسة الترسبات البحرية قبالة سواحل نيوجيرسي، ويرجح ان يكون معظم تلك الانبعاثات من غاز الميثان المنبعث من اعماق المحيطات.
ويفيد نظائر الاكسجين في تحديد درجات الحرارة التي كانت سائدة في هذه العصور الغابرة من عمر كوكب الارض، فيما تفيد نظائر الكربون في تقدير انبعاثات غازات الدفيئة.
وتبين ان ارتفاع وتيرة الانبعاثات استغرق وقتا طويلا آنذاك، في ما لا يقل عن اربعة الاف عام، بلغت الانبعاثات فيها مليار طن سنويا في المعدل.
اما الآن، فالنشاط البشري يتسبب بانبعاثات تبلغ عشرة مليارات طن في السنة الواحدة.
وفي ظل هذه الازمة التي تهدد الارض، والتحذيرات الملحة من خبراء المناخ، توصلت 195 دولة الى اتفاق تاريخي في باريس في شهر كانون الاول/ديسمبر الماضي، يقضي بتقليص انبعاثات غازات الدفيئة بحيث يمكن الحد من ارتفاع حرارة الارض عند مستوى درجتين مقارنة مع ما كانت عليه قبل الثورة الصناعية.
واذا كانت بنود هذا الاتفاق مرضية لخبراء البيئة، الا ان العبرة تبقى في التنفيذ.