"التنمية والطاقة" على طاولة "منتدى الدوحة"

ناقشت الجلسة الثالثة لمنتدى الدوحة الرابع عشر، اليوم الثلاثاء، في إطار فعاليات يومه الثاني قضايا التنمية مع التركيز على قضية الطاقة ومستقبل الاقتصاديات الآسيوية والثروات الطبيعية في إفريقيا.
وتحدث في الجلسة التي أدارتها ريما خلف وكلية الأمين العام للأمم المتحدة الأمين التنفيذي للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا "الاسكوا"، السيد ميشيل روكار رئيس وزراء فرنسا الأسبق والسيد شاهد مالك وزير التنمية الدولية السابق بالمملكة المتحدة والسيد عبدولي جانيه الأمين العام السابق للجنة الاقتصادية لإفريقيا الرئيس التنفيذي لمؤسسة ((MO.) والسيد تميم جاد المدير العام لمؤسسة تميم جاد للاستثمارات المالية بالسعودية.
وتطرق السيد روكار لأهم المخاطر التي تواجه التنمية حول العالم وعلاقة بعض تلك التحديات بالطاقة، داعياً دول العالم إلى العمل المشترك للحد من تلك المخاطر.
وقال إن هناك الكثير من المخاطر المحدقة بالتنمية حددها تقرير عن مؤتمر دافوس 2014 بـ 31 خطرا "وهي متصلة ببعضها وكلها غير مرتبطة بالطاقة لكنها ذات علاقة باستغلال الموارد ومنها الطاقة".
وأشار إلى بعض العوامل التي ستحدد مستقبل الطاقة على الأمدين القصير والبعيد ومنها تخلي دول عن الطاقة النووية مثل اليابان والمانيا واتجاهها نحو الوقود الأحفوري والملف النووي الإيراني واحترار الكوكب وغيرها.
وتطرق "روكار" إلى بعض القضايا المتصلة بالتنمية مثل المخاطر المالية "الدين العام " في أوروبا وامريكا واليابان وأثر ذلك على الاستقرار الاقتصادي.
وفيما يخص منطقة الشرق الأوسط أكد رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق أن العنف في المنطقة وعدم الاستقرار سواء في فلسطين أو سوريا وغيرها من الدول يؤثر سلباً على مستقبل التنمية فيها، وأنه في حال نجاح المفاوضات الجارية بشأن الملف النووي الإيراني "فينبغي أن تكون نقطة انطلاق لجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل، معتبرا ذلك ضمانا أساسيا للاستقرار والتنمية في المنطقة" .
وأشار السيد شاهد مالك إلى أن الظروف العالمية الراهنة شبيهة بما حدث عقب الحرب العالمية الثانية وكذلك بالحالة التي اعقبت سقوط النظام الشيوعي .
ورأى أن غياب العدالة وتفشي الظلم كانا من أهم أسباب ثورات الربيع العربي.. منتقدا صمت المجتمع الدولي إزاء ما يحدث في سوريا من قتل وتدمير وطغيان، داعياً إلى إصلاح الأمم المتحدة وإيجاد قيادة عالمية متوازنة وعادلة لمواجهة التحديات وتحقيق الحكم الرشيد والعدالة للجميع.
وفي محور الموارد الطبيعية في افريقيا تحدث عبدولي جانيه عما تزخر به القارة الإفريقية من موارد طبيعية بترولية وغازية وزراعية والجهود المبذولة لاستغلالها بشكل أمثل، فيما قدم السيد تميم جاد رؤى حول الاقتصاد العالمي مركزاً على الاتحاد الأوروبي.
ومن المقرر أن يعقد المنتدى في وقت لاحق اليوم جلسة في المحور السياسي حول الاستقرار الاقليمي مع التركيز على عدة محاور تتمثل في دور الدول في ترتيبات الأمن والتعاون الاقليمي والصراعات الدينية والطائفية المتطرفة والمستقبل والسياسات الجديدة في الشرق الأوسط ونمو التحالفات المضادة للإصلاح ودور القوى العظمى في حل الصراعات وتراجع دور مجلس الأمن في حل النزاعات الداخلية .
كما سيعقد المنتدى أيضا جلسة مسائية عن الاقتصاد والتجارة الحرة مركزاً على واقع الاقتصاد العالمي والأزمة المالية العالمية 2013 /2014 والحاجة إلى مزيد من الإصلاح في النظام المصرفي ودور التكنولوجيا الحديثة في الاقتصاد وغيرها من المحاور.