اخر المعلومات تفيد عن تعرض المحاصيل الزراعية المعدلة جينيا" لخطر التلوث خصوصا" الارز و أنّ دول الشرق الاوسط هي الاكثر تعرضا" لهذه السموم القاتلة وأن شعوبها حقل تجارب لشركات عالمية في ظل غياب التكنولوجيا المتطورة في الدول العربية ومن بينها لبنان للكشف عن هوية صحة الارز الذي نتناوله يوميا" على "العمياني" كونه الركن الاساسي في الغذاء.هذا الملف البيئي الساخن دفع غرين بيس بفرض حظر فوري على التجارب لأصناف الارز المهندس جينيا نظرا لإثاره السامة على الصحة كونه غير صالح للأكل مؤكدة أن منتجات الأرز التي تُباع في منطقة الشرق الأوسط قد تعرضت للتلوث وهي من نوع الأرز المهندس وراثيا بطريقة غير مشروعة حيث يُعد صفعة جديدة لصناعة الأرز الأميركية، والتي تترنح تحت إلغاء الإنتاج، وشروط الاختبارات، وقيود الاستيراد، وإلغاء الطلبات في الكثير من الدول.وأضافت غرين بيس: "لقد أصبح من الواضح الآن أكثر من أي وقت مضى أن المحاصيل المهندسة وراثيا تمثل خطورة كبيرة، وأن التجارب الحقلية المسيطر عليها علميا، تمثل خرافة خطيرة". وأبرز ما حذرت منه ايضا": "أنّ أيّ دولة تسمح بزراعة المحاصيل المهندسة وراثيا"، حتى في تجارب حقلية، فإنها تعرّض مزارعيها وتجارها ومنتجاتها الزراعية لكارثة اقتصادية وبيئية، والحل الوحيد لهذا هو الحظر الكامل للمحاصيل المهندسة وراثيا لأنه ثمة تداعيات عالمية خطيرة يمكن أن تنجم عن التلوث في الشرق الأوسط؛ كون هذه المنطقة تعتبر ثاني أكبر مستورد للأرز الأميركي في العالم، كما أنها من بين أكبر المناطق التي تقوم بإعادة تصدير الغذاء إلى منطقة آسيا".من جهة اخرى تؤكد غرين بيس قلقها الشديد تجاه ما جاء بالتقرير السنوي لمنظمة الخدمة الدولية لاقتناء تطبيقات التكنولوجيا الحيوية الزراعية (ISAAA) الممّولة من قطاع الصناعة البيولوجية، و الذي يتعارض مع البيان الرسمي الصادر عن وزارة الزراعة المصرية. معتبرة إن هذا التقرير السنوي يوضح أن مصر ثالث أكبر دولة أفريقية تعمل في زراعة المحاصيل المعدلة وراثياً بعد أن تم زراعة ألف هكتار باستخدام بذور الذرة المحورة وراثياً في عام 2012، و ذلك في الوقت الذي أعلن فيه وزير الزراعة في مصر أن الشحنة الوحيدة كانت 40 طن من نوع MON810 من بذور الذرة المعدلة وقد تم إيقافها بالقرار الوزاري رقم 378/2012 بعدم السماح بزراعتها. و بناء عليه فإن غرين بيس تطالب الحكومة المصرية بالإفصاح عاجلاً عن المعلومات الخاصة بزراعة الذرة المحورة وراثياً والتي لم تعرف إلا بعد صدور التقرير المشار إليه. كما و تؤكد غرين بيس على الحاجة العاجلة لأن تتخذ الحكومة المصرية موقفاً يتفق بالتزامها المترتب على توقيعها على بروتوكول كارتاجينا للسلامة الأحيائية. مع الاشارة الى إن غرين بيس مستمرّة في محاربة الزراعة المعدّلة وراثياً والتي ثبت أنها لا تقدم الفوائد التي أعلن عنها والتي تدعي زيادة المحاصيل، وهي في الحقيقة تخلق مخاطر جديدة لا يمكن الرجوع عنها، كما تجعل المزارع والمستهلك رهن لشركات دولية تحتكر أسواق البذور عالمياً، وبالتالي فهي تشكل تهديداً للأمن القومي المصري. يحدث التلوث الجيني عندما يتم خلط المحاصيل الغذائية الاساسية الطبيعية مع مواد اختبارية او محاصيل معدّلة جينيا، حيث اورد تقرير 'سجل التلوث الجيني العالمي 2007' ، تفاصيل 39 حالة جديدة من التلوث الجيني في 23 بلدا في السنوات الماضية. وقد طاول التلوث محاصيل رئيسية مثل الارز والذرة بالإضافة الى الصويا والقطن والكانولا، والبابايا والاسماك. ومنذ عام 2005، تم تسجيل اكثر من 216 حالة تلوث جيني 57 بلدا منذ تم اطلاق المحاصيل المعدلة وراثيا تجاريا وعلى نطاق واسع في عام 1996. وهنا يبرز السؤال الاهم: لماذا تسمح تلك الشركات العملاقة بالمخاطرة في هذا الامر؟ او لماذا تسمح بالتلوث بالجيني؟ لأنه حسب خبراء الصحة "أن شركات التكنولوجيا الاحيائية لديها بعض اسباب القوية لعدم اتخاذ تدابير فعالة لمنع التلوث ومن المؤكد ان التلوث يسمح للشركات في مجال البيو تكنولوجيا الى القول بأن محاصيلهم لا ينبغي ان تنظم كما هي بالفعل في السلسلة الغذائية. في الوقت الذي يبدو فيه ان الشركات العاملة في مجال البيو تكنولوجيا تتجاهل عن قصد المخاطر التي يتعرض لها المزارعين بالإضافة الى تجاهل الامور الصحية وعدم السعي لاحتواء التلوث الجيني".كما وانه ايضا بان عشرة بالمئة تقريبا من محصول الارز في الصين ملوث بمعادن سامة ثقيلة انتشرت في الطبيعة نتيجة للنمو الصناعي غير المنظم في البلاد .مما علت صيحات رجال الدين تعارض هذه المحاصيل المعدلة وراثيا. لأن صناعتها تتدخل في عالم صنعه الخالق متوازنا ونقيا وطاهرا وبلا تلوث كيماوي أو جيني. وهكذا غدت أزمة الغذاء الكبرى هذه تطحن العالم التي رمت الى أشداق المجاعة ليس فقط 100 مليون نسمة بل 1000 مليون وفق التقرير الأخير للبنك الدولي وان11 مليون طفل يموتون سنوياً قبل أن يبلغوا الخامسة و مئة مليون جائعون وثلاثة مليارات يعانون سوء التغذية في ظل عالم مقسم الى مراكز مالية تكنولوجية "نظيفة" في الغرب، ومراكز صناعية ملوّثة في الشرق كون الأطعمة الجينية لم تخضع للاختبارات الكافية. ولم تبَرأ بعد من تهمة التسبب بأمراض خطيرة كالسرطان، والحساسية الحادة، وأمراض الجهاز الهضمي. فالشركات عبر الأطعمة المعّدلة ستحَول العالم برمته الى مختبر عضوي واحد عملاق وهي بدأت تسيطر بسرعة على كل ما يتعلق بإنتاج الطعام وتصنيعه وتطويره وتسويقه. تجدر الاشارة الى ان نباتات الذرة والدخان والأرز النباتات تعتبر المحببة في الصيدلة البيولوجية. لكن ثمة سؤال هل هذه الأدوية والكيماويات التي تحضر بطرق الهندسة البيولوجية مصادر تلوث بيئي؟ فلقد وجد أن الذرة العادية والغير معدلة وراثيا قد تلوثت من المبيدات الحشرية المحضرة بالتكنولوجيا البيولوجية المهندسة وراثيا كما أنها تلوثت أيضا بحبوب لقاح الذرة المعدلة وراثيا. فانخفض إنتاج الذرة التقليدية 50الى 70% وهذا التلوث متوقع ولاسيما من النباتات التي عدلت لإنتاج الأدوية البيولوجية الوراثية لأنها يمكن أن تتزاوج مع المحاصيل مثيلاتها والتي ستستخدم للاستهلاك الحيواني. لأن السمات الصيدلية للنباتات تنتقل بواسطة حبوب اللقاح، الرياح والحشرات. ويمكن ايضا عن طريق الخطأ مع معدات النقل أو الزراعة لتنبت في أماكن أخرى وتلوث محاصيل عادية جديدة بعدوى جينات الدواء هذا ما اكده خبراء في الزراعة لأنه في الهندسة الوراثية نجد العدوى الجينية قد أصبحت خطرا مماثلا يهدد حياة النباتات. و أن البذور العقيمة ذاتيا قد تتسبب في عدوى البذور الأخرى العادية فتصاب بالعقم النباتي نتيجة يجعل بقايا الأدوية فيها. فالنباتات التي تنتج بروتينات تخالف بروتينات البشر والحيوانات بمكن أن تصبح بروتينات غريبة عن الجسم فتسبب الحساسية الشديدة مما يهدد الحياة ويعرضها للموت من هذه الحساسية الدوائية البروتينية على حد قول خبراء الصحة.حتى غدت ثورة الطعام الجيني مستحيلة ما لم يكن هناك ثورات جوع عالمي تجبر الحكومات على استجداء "النجدة الجينية" من الشركات.