مدريد ـ وكالات
قالت صحيفة الباييس الإسبانية إن هناك دراسة أمريكية جديدة أظهرت أن الشمبانزى يتمتع بحس العدالة مثل الأطفال، وأجرى الباحثون تجربة تشبه واحدة من التى تجرى عادة على البشر، وأظهرت الدراسة أن نزعة الإنسان إلى اقتسام الأشياء ربما تعود جذورها لمراحل أقدم مما كان يعتقده العلماء، وتقوم الدراسة على اختبار أداء مجموعة من الشمبانزى من خلال لعبة أطلق عليها اسم "لعبة الإنذار الأخير". وأشارت الصحيفة إلى أن تقوم اللعبة فى نسختها البشرية على اختبار النزعة الاقتصادية حيث يحدد اثنان من اللاعبين كيفية اقتسام مقدار من المال، أما فى اللعبة محل الدراسة يقوم اثنان من الشمبانزى بتحديد كيفية اقتسام مقدار من شرائح الموز، ومن خلال هذه اللعبة تم الكشف أن الشمبانزى بتمتعون بحس العدالة مثل الأطفال تماما. وقالت الباحثة داربى بروكتور من جامعة إيمورى الامريكية "إن كنت مشتركا فى عمل تعاونى، فعليك الحرص على أنك تشارك فى أمر مفيد لك"، وأضافت: "مقارنة مكافآتك مع مكافآت الآخرين تبدو أمرا مهما جدا، مضيفة أنه تم تدريب الشمبانزى للقيام بلعبة مماثلة باستخدام نموذجين ملونين يمثل كل منهما مكافأة". واستطاعت بروكتور وزملاؤها تدريب حيوانات الشمبانزى على ممارسة نفس اللعبة باستخدام علامات ملونة تمثل جائزة، قائلة:"حاولنا إصباغ العلامات بصبغة تجريدية وجعلها أشبه بالمال دربنا الحيوانات على نوعين مختلفين من العلامات إذا اختارت الحيوانات العلامة البيضاء فسيكون بمقدورها اقتسام الطعام مناصفة، أما إذا أخذت العلامة الزرقاء فذاك يعنى أن الشمبانزى الأول سيحصل على مقدار من الطعام أكبر من مقدار الشريك الآخر فى اللعبة"، وكانت نتيجة الاختبار الذى شارك فيه ثلاثة من الشمبانزى أن الحيوانات أظهرت نزعة لاقتسام جائزة الطعام بالتساوى. وفى تجربة أخرى كرر الباحثون الاختبار على عشرين طفلا تتراوح أعمارهم بين عامين وسبعة أعوام، واكتشف أن كلا من الأطفال وصغار الشمبانزى يستجيبون كما يستجيب الإنسان، إذ يميلون إلى اختيار الاقتسام مناصفة.