تحت شمس كينيا الحارقة، رقدت ثلاثة افيال نافقة فشلت في بحثها عن مكان آمن فكان مصيرها نزف الدماء والهلاك. وفي ديسمبر/كانون الاول، قتلت تسعة افيال خارج حديقة (تسافو) الوطنية في جنوب شرق كينيا، وخلال الشهر الجاري قتلت مجموعة مكونة من 12 بالرصاص في نفس المنطقة. وفي كلتا الحالتين، شوهت وجوه الافيال بغية انتزاع ما أنيابها العاجية، وترك أجسادها للحشرات والذباب. وقال صمويل تاكوري، من هيئة الحياة البرية الكينية: "هذا عدد كبير في حادث واحد. لم نشهد حوادث كهذه في السنوات الاخيرة، اعتقد ان ذلك يعود الى فترة ما قبل انضمامي للهيئة." انضم تاكوري للهيئة في الثمانينيات، وعززت ملاحظاته اعتقادا على نطاق واسع عن ان معدلات الصيد الجائر في افريقيا بلغت اعلى معدلاتها خلال عشرين عاما. وتفيد التقديرات بأنه خلال الثمانينيات تعرض نحو نصف عدد الافيال الى الابادة، معظمها على يد أشخاص يقمون باصطيادها بصورة غير قانونية من اجل العاج. لكن في يناير/كانون الثاني 1990، وافقت دول عدة على حظر دولي على الاتجار في العاج. وتراجع الطلب العالمي بفضل حملة لرفع الوعي العام ازاء المخطر. وادى ذلك الى تنامي اعداد الافيال من جديد، غير ان السنوات الاخيرة شهدت تبدلا في الاحوال.