يبدو أننا لا نعرف أهمية الماء إلا إذا جف النبع، مثال ينطبق على الإنسان الذي أفسد بتدخلاته وجشعه الطبيعة البكر، ما اضطره إلى التفكير في كيفية الحفاظ على ما تبقى منها فكانت المحميات الطبيعية التي وجد فيها محبو الطبيعة البكر فرصة جيدة للارتماء في أحضانها والتمتع بجمالياتها. وباتت المحميات الطبيعية الضامن الرئيس لاستمرار التنوع البيئي وأفضل طرق المحافظة على كنوز الطبيعة وإدارتها. وللإمارات جهود حثيثة في هذا المجال، فكثيراً ما حث المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، في كثير من مقولاته الجميع على ضرورة الحفاظ على الثروة البيئية «إننا نولي بيئتنا جل اهتمامنا، إنها جزء عضوي من بلادنا وتاريخنا وتراثنا، وحمايتها يجب ألا تكون وألا ينظر إليها كقضية خاصة بالحكومة والسلطات الرسمية فقط، بل هي مسؤولية كل فرد في مجتمعنا، مواطنين ومقيمين». وأولت الدولة منذ تأسيسها عناية كبيرة بالحياة الفطرية والبحرية من أجل الحفاظ على التوازن البيئي، وحماية الكائنات المعرّضة للانقراض، لذلك قامت بإنشاء محميات طبيعية عدة. وتواصلاً مع تلك الجهود، أبرمت بلدية الفجيرة والجمعية الملكية لحماية الطبيعة في الأردن اتفاقية شراكة استراتيجية لتدريب الكوادر المواطنة في مجالات إدارة المحميات الطبيعية عبر دورات تدريبية وبرامج تعليمية يحصل مَن يجتازها على شهادة الدبلوم في إدارة المحميات الطبيعية وإدارة المناطق الرطبة. وأوضحت مديرة إدارة الخدمات العامة والبيئة المهندسة أصيلة المعلا أن الاتفاقية تدعم وتصقل مهارات الموظفين المواطنين، وتوفر كوادر وطنية متخصصة في إدارة المحميات الطبيعية. وأشارت المعلا إلى أن البلدية تهدف من وراء هذه الاتفاقية إلى إيجاد كوادر مواطنة لديها القدرة على إدارة المحميات الطبيعية ومناطق الإمارة الرطبة، بدلاً من الاستعانة بكوادر وافدة. وبينت أن الاتفاقية تتيح لبلدية الفجيرة ترشيح مواطنين ومواطنات لدورات تدريبية ومناهج أكاديمية طويلة الأمد، بإشراف الجمعية الملكية لحماية الطبيعة والتي تتخذ من الأردن مقراً لها.