لندن ـ العرب اليوم
يواجه العالم أزمة جديدة تتعلق بحياته البرية، حيث يخرج الصيد غير القانوني لحيوانات وحيد القرن والفيلة في أفريقيا عن نطاق السيطرة، فيما يزدهر الاتجار غير المشروع بأجزاء هذه الحيوانات على امتداد العالم كما لم يحدث من قبل. وقالت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، في تقرير نشرته أخيرا، إن هذه المشكلة، التي طالما وجدت، ولكنها بدت في السابق قابلة للاحتواء، وصلت إلى مستوى غير مسبوق في عام 2012، مع تعرض المئات من حيوانات وحيد القرن والآلاف من الفيلة للذبح بطرق غير قانونية لتلبية الطلب الآسيوي المتزايد على قرون وحيد القرن وعاج الفيلة. ويسعى مستخدمو أدوية الطب الآسيوي وراء قرون وحيد القرن لاستخدامها كعلاج للسرطان، بعد انتشار أسطورة حضرية تقول إن مسحوقها شفى أحد السياسيين الفيتناميين من السرطان. فيما يتزايد الطلب على العاج لصنع المنحوتات الفاخرة للأعداد الكبيرة من أصحاب الملايين الجدد في الصين والدول الآسيوية المجاورة. وقد ارتفعت الأسعار في كلا السوقين، مع وصول سعر قرون وحيد القرن والـــعاج في بعض الحالات إلى 60 ألف دولار (37 ألف جنيه استرليني) للكيلو الواحد، أي ما يعادل سعر الذهب. والأرباح الناجمة كبيرة للغاية إلى درجة أنها باتت تجذب كلاً من عصابات الجريمة المنظمة والجماعات المتمردة في أفريقيا، التي تستخدم مبيعات قرون وأنياب الحيوانات التي تذبحها لتمويل حروبها الأهلية. وتعمد بعض أكثر الجماعات المسلحة شهرة على مستوى القارة إلى صيد الفيلة واستخدام أنيابها لشراء الأسلحة. وبدأ دعاة حماية البيئة والسياسيون، فضلا عن المجتمع الدولي، يدركون أن التهديد الذي تتعرض له حيوانات وحيد القرن والفيلة الأفريقية هو تهديد غير مسبوق .