تندوف الجزائرية

تشكل مسألة حماية الأنواع الغابية النادرة التي تزخر بها ولاية تندوف من أولويات محافظة الغابات وذلك ضمن توجه يعزز جهود ترقية  وتثمين الثروة الغابية بهذه المنطقة الصحراوية   كما أستفيد يوم الأربعاء من مسؤولي القطاع .
وتندرج في هذا السياق حملات التوعية التي تقوم بها هذه السنة محافظة الغابات والتي تستهدف مربي المواشي و الفلاحين عبر المستثمرات الفلاحية بهدف تحسيسهم بمدى أهمية الحفاظ على الأنواع الغابية النادرة التي تزخر بها المنطقة خصوصا منها شجرة "الأرقان" وفقا لما صرح به رئيس مكتب حماية النباتات والحيوانات بذات الهيئة علي قادري.
وتتضمن السياسة الوطنية لحماية البيئة أيضا عمليات أخرى منتظرة لضمان التوازن الإيكولوجي من خلال بعث برامج خاصة لإنعاش الغطاء النباتي في المناطق الصحراوية  و ضمان الكلأ للمواشي خصوصا منها الإبل التي تشتهر بها منطقة تندوف  حسب ذات المسؤول.
وتشكل ظواهر التصحر الذي تهدد المنطقة والرعي العشوائي من بين الإنشغالات الأساسية التي تطرح في كل مرة  حيث يسعى القطاع إلى تحسيس الموالين و الفلاحين بل وحتى المواطنين بضرورة المساهمة في التقليل من أخطار مثل هذه الظواهر وتفادي انعكاساتها السلبية على مستقبل الثروة الغابية التي بدأت تنتعش تدريجيا بهذه الولاية الحدودية.
وبوسع برامج التنمية الريفية التي أقرتها الوزارة الوصية أن تسمح مستقبلا في التحكم في الوضعية وتنمية المساحات الغابية من خلال تجسيد المشاريع المقررة لفائدة التجمعات الريفية والمناطق النائية في إطار برامج التنمية الريفية المندمجة بما يضمن ديمومة هذه الفضاءات الغابية   مما يتطلب كذلك إشراك المواطن ليس في  تجسيد المشاريع الجوارية فحسب بل في متابعتها ومراقبتها لضمان ديمومتها .و يندرج في هذا الإطار عديد المشاريع المنجزة بالولاية إلى حد الآن على غرار تجربة غرس أشجار الزيتون على مستوى بعض المستثمرات الفلاحية و ترميم الآبار
الرعوية وتوزيع وحدات الطاقة الشمسية على البدو الرحل وفتح مسالك و ربط مستثمرات فلاحية جديدة بالطاقة الكهربائية منها 6 كلم أنجزت مؤخرا بمنطقة "وديات أم ركبة".
كما تشتمل هذه المشاريع تدعيم الثروة الحيوانية من خلال غرس أصناف الأشجار العلفية و أصناف من الأشجار المقاومة للجفاف و أخرى مثمرة و توفير المرافق الضرورية للحياة وسط التجمعات والمناطق النائية من أجل تحسين المستوى المعيشي للمواطنين من جهة وتنمية الغطاء النباتي بالجهة من جهة أخرى .
يذكر أن شجرة "الأرقان" تعد الأكثر انتشارا بولاية تندوف فقط دون سواها من المناطق الأخرى وتشكل من أهم الأصناف الغابية النادرة المهددة بالإنقراض حيث تعاني مساحات كبيرة منها من التدهور لعدة عوامل ولعل من أهمها الإستغلال الفوضوي للإنسان لهذه الثروة الغابية من خلال القطع العشوائي لها بغرض استعمالها لأغراض مختلفة خاصة ومنها الفحم و علف المواشي .
وقد أعطت بعض التجارب بخصوص تنمية شجرة "الأرقان" التي تم خوضها في السنوات الأخيرة نتائج "مشجعة" بعدة مناطق من الولاية   وهو ما يستدعي الإستمرار في خوض تجارب أخرى من خلال غرس فسائل هذه الشجرة  النادرة بما يضمن ديمومتها وحمايتها من الإنقراض.
وتتطلع محافظة الغابات لولاية تندوف على المدى المتوسط إلى تحقيق درجة عالية من الحس المدني في أوساط مربي المواشي والفلاحين بخصوص الإهتمام بالثروة الغابية بالمنطقة بما يضمن المساهمة الإيجابية للمواطن في جهود حماية الأنواع الغابية بصفة عامة والنادرة على وجه الخصوص المنتشرة بهذه المنطقة ذات الطبيعة القاحلة.
للإشارة فإن ولاية تندوف تحصي حوالي 6 ملايين هكتار كمساحة إجمالية رعوية منها 5.1 مليون هكتار مراعي التي تقتات منها أزيد من 40 ألف رأس من الإبل وأكثر من 45 ألف من الماعز و حوالي 15 ألف رأس من الأغنام .