لم يكن إنسان الثلج، المعروف باسم "أوتزي"، بمنأى عن معاناة أمراض التهاب اللثة وتسوس الأسنان والحوادث المتعلقة بتلك الإصابات. تلك الحقيقة العلمية، تأكدت، أخيرا، بالبراهين المثبتة، في خلاصات أبحاث علماء مركز الطب التطوري في جامعة زيوريخ السويسرية، بالتعاون مع باحثين في الخارج. إذ جاءت تفاصيل هذا الكشف العلمي، في مضمون تقرير نشر في صحيفة "ساينس ديلي"، اشتمل على معلومات شائقة عن الأنماط الغذائية لرجل الثلج، وعن التطور الطبي الهائل في علم أمراض الفم. كان اللافت في الدراسة، أن مومياء "أوتزي" القديمة: ( عاشت حوالي 3300 قبل الميلاد)، دللت على حجم معاناة كبيرة ل"رجل الثلج"، جراء أمراض الفم ومشكلات الأسنان، آنذاك،والتي لا تزال منتشرة حاليا.  ورجح المتخصصون أنه يمكن تفسير المسببات بإصابة صاحب المومياء، حينها، بتآكل الأسنان وآفات تسوس كثيرة، بعضها خطير.إلى جانب وجود كدمة، على أحد أسنانه الأمامية، جراء حادث ما، حسب ترجيح الباحثين. كما شدد العلماء في هذه الدراسة، على أنه يرجح احتمال كون المشكلات الصحية الأخيرة لدى إنسان الثلج، مصدرها عادات الأكل لديه، المتمثلة في تناول الكثير من الأطعمة القاسية، مثل: الخبز وعصيدة الحبوب التي تضخم استهلاكها في الحقبة التي عاش فيها، نظرا لازدهار الزراعة. كذلك عزز الطعام بنوعياته، تآكل الأسنان. يعقب روجر سيلير، احد المشاركين في الدراسة، والمتخصص في علم أمراض الأسنان في العصور المبكرة: " لطالما كان فقدان دعامات الأسنان، مرضاً شائعاً، ذلك كما بينت اكتشافات جماجم العصر الحجري ودراسة المومياوات المصرية.. إن مومياء "أوتزي"، ألقت بشكل محدد، نظرةً فاحصة على مراحل مبكرة من المرض".