تحتفل دولة قطرً الثلاثاء بيوم البيئة القطري الذي يصادف السادس والعشرين من كل عام، ويحتفل به هذه السنة تحت شعار "بيئتنا مسؤوليتنا". وقالت وزارة البيئة في كلمة لها بهذه المناسبة إنها تسعى من خلال هذا اليوم الى تحقيق جملة من الأهداف أهمها ترسيخ قيمة الشراكة في المحافظة على البيئة بين كافة فئات المجتمع، مشيرةً الى انها أعدت مجموعة من الفعاليات التوعوية من أهمها تسليط الضوء على موضوع الاحتفال وشعاره من خلال خطبة الجمعة، فضلاً عن المسابقات الثقافية والتوعوية والمحاضرات والندوات داخل المدارس وغيرها من الفعاليات بهدف زيادة الوعي البيئي. ونوهت أن احتفال هذا العام تحت شعار" بيئتنا مسؤوليتنا " يأتي إنطلاقاً من أهمية البيئة في حياة الناس ولكل الكائنات الفطرية على كوكب الأرض ومن كون أن حماية البيئة القطرية مسؤولية تضامنية لكافة أفراد المجتمع وليس مسؤولية الدولة وحدها. وأضافت قائلة "ورغم أن الحفاظ على البيئة مسؤولية يشترك فيها الجميع، مؤسسات حكومية وأهلية وأفراد، إلا أن نظرة الإسلام للبيئة ومواردها الطبيعية تقوم على أساس منع الإفساد وحمايتها والمحافظة على مكتسباتها لتكون الحياة في حالة مستمرة من البناء والتنمية المستدامة". وقالت إن الله سبحانه وتعالى نهى عن الإفساد في الأرض بقوله تعالى (وَلاَ تُفسدُوا في الأَرض بَعدَ إصلاَحهَا وَادعُوهُ خَوفًا وَطَمَعًا إنَّ رَحمةَ اللّه قَريبٌ مّنَ المحسنينَ). ونبهت وزارة البيئة فى كلمتها الى أن الحفاظ على البيئة لم يعد ترفاً في وقتنا الراهن الذي وصل التلوث فيه لكل شيء من حولنا "ووصل إلى طعامنا وشرابنا وإلى الهواء الذي نتنفسه، وأصبحت هناك كوارث بيئية ناجمة عن هذا التلوث الذي الذي يتسبب فيه الإنسان بشتي السبل الأمر الذي يستدعي منا جميعاً وقفة جادة للتخفيف من حدته ومن آثاره الضارة بالبيئة". وأكدت الوزارة على أن البيئة القطرية تجد إهتماما فائقا من قبل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفه آل ثاني، أمير البلاد المفدى وسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد (حفظهما الله). كما أكدت على انها تطلع بدور كبير في تحقيق التنمية المستدامة والاهتمام بالبيئة ،كما نص علي ذلك الدستور القطري ووفقاً لرؤية قطر الوطنية 2030 التي تعتبر البيئة واحدة من أهم ركائزها. وأوضحت وزارة البيئة فى هذا السياق أنها تقوم من خلال إداراتها وأجهزتها المختلفة بجهود كبيرة لحماية البيئة والمحافظة على مواردها الطبيعية برا وبحرا بالإضافة إلى العمل على أن يكون هواء قطر نظيفاً خال من الملوثات، بجانب سن القوانين والتشريعات التي تؤمن كل ذلك ومن خلال كذلك تأهيل الكوادر القطرية للأطلاع بمسؤوليتها في حماية البيئة القطرية وتسليمها سليمة وصحية للأجيال القادمة. وبينت الوزارة أنها لم تكتف بكل ذلك بل تشارك ممثلة للدولة في كافة الفعاليات الأقليمية والدولية ذات الصلة إضافةً الى أنها استضافت أيضاً عدداً مقدراً من تلك الفعاليات بشكل ليس له مثيل على مستوى كافة دول المنطقة. كما وقعت دولة قطر وأنضمت الي عدد كبير من البروتوكولات والمعاهدات والإتفاقيات الأقليمية والدولية التي تعني بالبيئة إنطلاقا من أن مسؤولية الحفاظ علي كوكب الارض، شأن يخص كافة دول وشعوب العالم، ودولة قطر وشعبها جزء أصيل في هذه المنظومة الدولية. وأضافت قائلة "إننا ندرك جيداً في دولة قطر أن هذه المجهودات مهما تعاظمت لن تكفل الحماية اللازمة والحفاظ المطلوب على الموارد الطبيعية بشكل عام والبيئة بشكل خاص، مما يتطلب منا أفرادا ومؤسسات حكومية واهلية، مواطنون ومقيمون، المساهمة الحية في كافة الجهود التي من شأنها تأمين ديمومة وأستمرارية البيئة متجددة ومعطاءة في مواردها وذلك من خلال سلوك كل فرد في المجتمع". ونوهت وزارة البيئة في كلمتها بمناسبة يوم البيئة القطري بأهمية السلوكيات الايجابية نحو البيئة مهما صغر شأنها، واستشهدت في ذلك على سبيل المثال لا الحصر بضرورة عدم رمي النفايات في الطرق والشوارع مهما كان حجمها، وعدم هدر المياه أو الأسراف في استعماله والتوفير في استخدام الطاقة وخاصة الكهرباء والترشيد في استخدام المبيدات الحشرية قدر الإمكان والتقليل من استخدام الأسمدة الكيميائية في الحدائق المنزلية وفي المزارع الخاصة والمحافظة على الحياة الفطرية وعلي بيئة الروض وعدم تدميرها وتجنب  الرعي الجائر والصيد الجائر بالاضافة الى المحافظة على بيئة الشواطئ نظيفة والمساهمة في جهود تخضير الأرض وزراعة الأشجار ووضع المخلفات المنزلية في الأماكن المخصصة لها ومحاولة أعادة تدويرها. وتابعت انه يقع على عاتق الأسرة والمؤسسات التربوية مسؤولية تربية النشئ على حماية البيئة وعدم العبث بها، بينما يتعين على مؤسسات التعليم العالي مسؤولية اعداد بحوث ودراسات حول البيئة ومشاكلها وأساليب حمايتها، لافتة الى أن كل فرد في المجتمع يستطيع المساهمة من موقعه في جهود حماية البيئة، وقالت إن التقاعس عن أداء هذه المهمة يسبب مشاكل جمة للبيئة التي لها دور مهم في صحة الإنسان وسائرالمخلوقات الحية التي تدب على سطح الأرض" فإذا كانت هذه البيئة نظيفة نقية، كانت صحة الإنسان سليمة قوية، وإذا أصاب هذه البيئة تلوث لسبب من الأسباب، انعكس ذلك سلباً على حياة الناس عللاً وأمراضاً، فنظافة بيئتنا فيه سلامة لصحتنا، لذلك تظل البيئة مسؤوليتنا جميعاً حكومةً وشعباً، مؤسسات رسمية واهلية، أفراداً وجماعات".