تعاني سورية من تبعات الحروب من نقص في الوقود تزامنًا مع موجة البرد القارس التي تجتاح المنطقة، ولكن الصقيع لا يمنع الإبداع؛ ففي ظل غياب وسائل التدفئة الاعتيادية، نتيجة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي والذي يصل أحياناً إلى أربع أو خمس أيام متواصلة في بعض المحافظات السورية، ونتيجة النقص الحاد في مادة المازوت في بعض المناطق وغلاء سعره في مناطق أخرى (من 20 ليرة سورية في السابق إلى 150 ليرة سورية الآن إن وجد)، لجأ السوريون إلى وسائل تدفئة بديلة، ربما أبرزها التدفئة بالحطب، أو بالفحم. ولكن أخيرًا وبعد موجة البرد التي اجتاحت البلاد، والثلوج التي سقطت، بدأت الإبداعات الثورية البديلة في الظهور لمكافحة الصقيع من جهة ولمكافحة الوضع الاقتصادي المزري من جهة أخرى. الإبداع الجديد أطلق عليه "كرات الحرية"، وهو مكون من نشارة الخشب وزيت المحرك (الحروق)، وهذه (الكرات) قليلة التكلفة مقارنة من أي وسيلة تدفئة أخرى (لا تزيد كلفة الكرة الواحدة عن 10 ليرات سورية)، وفعالة بشكل كبير، حيث تقوم أربعة منها فقط بدور مدفئة مازوت أو كهرباء تعمل لأكثر من عشر ساعات متواصلة، كما أنها لا تصدر أي رائحة أو دخان.