في الوقت الذي لا تزال فيه محطتا التوزيع الرئيسية بخميس مشيط والرونة تشهدان ازدحاما لليوم الخامس على التوالي للحصول على حمولة صهريج ماء، كشفت مديرية المياه بعسير أنها سجلت حالات لمستفيدين يقومون ببيع الكروت المعطاة لهم، ثم يعودون للحصول على رقم جديد، مشيرة إلى أنه قد يأتي للمحطة من يكون هدفه الربح عبر هذه الحيل وهو ليس بحاجة للماء.
"الوطن" وجدت بعد صلاة فجر أمس داخل محطة المياه الرئيسية بالمحافظة شرق المعارض، ورصدت زحام المركبات الخارجية وعشوائية الوقوف، حيث امتد الزحام من البوابة الخارجية للمحطة وصولاً إلى بوابة جانبية للصالة ومنها إلى باب لصرف الأرقام، في حين فضل الموظفون عدم صرف الأرقام حتى حضور رجال الأمن، حيث يبدأ الزحام منذ الخامسة فجرا حتى ساعات متأخرة من الليل.
وأكد عدد من المواطنون أنهم يوجدون من بعد مغرب أول من أمس حتى فجر أمس في انتظار الحصول على رقم للظفر بصهريج ماء، مشيرين إلى أن نفي مياه عسير للأزمة غير صحيح، مطالبين أمير عسير الأمير فيصل بن خالد بالتدخل لإنهاء معاناتهم.
وسارع غالبية المواطنين إلى بث شكاواهم فور مشاهدة عدسة "الوطن"، حيث اكتفى المسن محمد جران القحطاني بالقول "كيف أستطيع الوقوف أو الحصول على رقم وأنا بهذا السن"، ولم يختلف عنه المسن الآخر حسن الذي يجلس بجواره يحمل بطاقات الإعاقة" متذمرا من عدم خدمة الموظفين لهم. ووجد في المحطة رجال الأمن الذين تولوا مهمة تنظيم مسار الدخول والخروج، وتم السماح لبعض الحضور بالدخول وصرف أرقام لهم، ومن ثم تأمين خروجهم.
من جهته، أكد مدير عام المياه بمنطقة عسير المكلف تركي بن أحمد آل مفرح في تصريح إلى "الوطن" أمس، أن أرقام الانتظار متاحة مع بداية تشغيل المحطات ولكافة الحمولات، ولكن تخوف الناس وقناعتهم بأن هناك أزمة أسهم في أن يكون هناك تأخر واستنزاف كبير جدا للأرقام، مشيرا إلى أن استخدام خدمة توظيف الحجز الآلي يتم متى ما كان هناك إغلاق كلي للشبكات ووجود نقص حاد في كميات المياه المصدرة لمنطقة عسير من قبل المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، وهو ما لم يحدث حاليا.
وأضاف آل مفرح، أن المحطة تعمل وفق كمية المياه المصدرة من المؤسسة العامة للتحلية والقادمة لها من هناك بشكل يومي، علما بأن المحطة تعمل بساعات عمل قصوى لتداول مفردة أزمة بشكل مثير برغم توفر المياه، لافتا إلى أن الاستعانة برجال الأمن أمر إيجابي وليس سلبيا، للمساهمة في تسيير العمل بحالة من الانضباط وعدم إحداث الفوضى التي شوهدت أكثر من مرة، مبينا أن هناك حرصا على عدم وجود تجاوزات أو محسوبية في توزيع الأرقام أو كروت المياه.
وكشف مدير مياه عسير المكلف، أن المديرية تقوم بما في وسعها للقضاء على حالات التحايل الفردية، وتتحدث بكل شفافية في أن ذلك يضيع جهودها ويمثل لها صعوبة كبرى في الكشف واستنزاف للوقت والجهد، مبينا أن هناك من يسوق لناقلات المياه خارج المحطات بأسعار عالية، بينما الحصول على المياه بالأسعار الرسمية على بعد خطوات فقط ومن طريق صالة الخدمة، مؤكدا وجود لائحة غرامات وجزاءات تطبق على كل متجاوز في موضوع التسعيرة أو رفض الخدمة وعمليات تحرير وضبط المخالفات.