الرباط - العرب اليوم
اكتشف الباحثون الحالة الثالثة لزوج من الخفافيش الملتصقة في جنوب شرق البرازيل، وتلتصق تلك الخفافيش التوائم من خلال منطقة الجذع، مع وجود رأسين على الجانبين. ووفقا لموقع "الديلي ميل" البريطاني، ففي حين أن الباحثين ليسوا متأكدين من سبب التصاق تلك التوائم ، فيمكن أن يكون قد حدث ذلك عندما انقسمت البيضة المخصبة في وقت متأخر جدا.
ووجدت الدراسة ، التي يقودها باحث من جامعة شمال ريو دي جانيرو البرازيلية، أن التوائم الخفافيش كانت من نوع الخفافيش الكبيرة الحجم والآكلة للفاكهة كما أنها من الذكور من جنس أرتيبيوس.
وتم العثور على تلك العينة بينما يزال الحبل السري والمشيمة عالقة بها ، الأمر الذي يشير إلى أن التوائم كانت حديثة الولادة. وتمتلك تلك التوائم رؤوسًا ورقبة منفصلة ولكن بها جذع ملتصق فضلا عن وجود صدر ممتدة على نحو غير طبيعي، ومن خلال تحليل الموجات فوق الصوتية تم التوصل إلى احتواء تلك الخفافيش على اثنين من القلوب المماثلة الحجم والمنفصلة.
كما كشف تحليل الأشعة السينية لجثة الخفافيش وجود اثنين من الأعمدة الفقارية المنفصلة في الجزء السفلي من الظهر. وقال العالم مارسيلو نوغيرا من جامعة شمال ريو دي جانيرو البرازيلية إنه دهش تماما من هذا الاكتشاف، مشيرا إلى أن "الخفافيش هي متنوعة على نحو لافت في أشكالها وألوانها، ونتيجة لجهودنا واسعة النطاق لعينة هذه الثدييات في الكثير من المناطق الحيوية داخل البرازيل رأينا الكثير من تلك الأنواع المدهشة".
وأضاف "تنتمي تلك الخفافيش إلى جنس من الخفافيش شائع جدا (أرتيبيوس)، ولكن الحالة التي وجدوا عليها تجعلها فريدة من نوعها ومذهلة حقا." ويقول الدكتور نوغويرا أيضا أن الفريق ليس لديه خطط فورية لإجراء المزيد من الدراسات مع تلك العينة، وقد لوحظت حالتين أخريين من الخفافيش الملتصقة في عامي 1969 و 2015. وبما أنه لم يشاهد أي من أعضاء فريق البحث الجثة عندما كانت تحت شجرة المانجو في عام 2001، فهم ليسوا على بينة من أن التوائم كانت ميتة أو أنها ماتت بعد الولادة مباشرة.
ويقول الدكتور سكوت بيدرسين، الباحث في جامعة ولاية ساوث داكوتا والذي لم يشارك في الدراسة، أن حقيقة أن الخفافيش ليلية تجعل تلك النتائج أكثر نادرة. وإذا كانت الأم قد أنجبت الخفافيش الملتصقة خلال النهار، فمن المحتمل أن تكون في منطقة محمية مثل مجثم الطائر، مكان تهبط فيه الطيور مجتمعة. وعادة ما تحدث الولادة في العراء فقط في الليل، وبالتالي فإن حقيقة أن العينة تم العثور عليها تحت شجرة المانجو هو أمر مدهش.
عندما حلل الباحثون العينة، رأوا أن لديها حجم كبير في منتصف الجزء العلوي الخلفي وبين الرؤوس، الذي بدا وكأنه جزء من القدم ، مع نهاية جسم يشبه الإبهام.
ومع ذلك، فإن العظام الوحيدة التي تم تحديدها في المنطقة لا يوجد بها دليل على وجود إصبع أو عظام الذراع. ووفقا للباحثين، لأنه لم يتم استخدام أي من الأساليب الغازية لتحليل الجثة، فالمعلومات الوحيدة المتاحة عن أعضائها الداخلية هي تلك التي حول عدد ضربات القلب والحجم. وفقا للدراسة، التوائم الملتصقة في البشر نادرة، مع انتشار يعتمد على موقع يتراوح من 1 في 2800 في الهند، إلى 1 في 200 ألف في الولايات المتحدة الأميركية.
ويُذكر أن معدلات وفيات التوائم الملتصقة مرتفعة جدا، حيث تصل إلى 80 في المائة تقريبا من الوفيات في غضون يوم واحد بعد الولادة، ولكن تمت ملاحظة حالات التوائم الملتصقة أيضا في الحيوانات المحلية والموجودة في المختبرات، ولكن الحالات المبلغ عنها للتوائم الملتصقة في البرية نادرة، ففي دراسة استقصائية أجريت في الفترة من 1671 إلى 2006، لم يتم العثور سوى على 19 سجلا منها.