برلين ـ وكالات
على ضفاف بحيرة كيميزي القريبة من ميونيخ يلتقي عشاق ومحبو هواية الصيد بالصقور من كل أنحاء العالم في قرية "هوهن أشاو" ،التي تعتبر واحدة من أهم مراكز الصيد بالصقور في منطقة جبال الألب في ولاية بافاريا الألمانية. ليس ثمة صعوبة تواجه المتجه إلى قرية الصقور، إذ يمكن الوصول إلى قرية هوهن أشاو بالسيارة أو القطار المتجه من ميونيخ إلى سالزبورج. طبيعة القرية هادئة للغاية علي غرار القرى البافارية الأخرى، وتحيط بها بحيرة كيميزي من الجهتين الغربية والشرقية علي هيئة نصف دائرة. قبل الوصول إلى مشارف القرية يمكن مشاهدة قصر هوهن أشاو التاريخي فوق ربوة مطلة على القرية، فهو يربط الماضي بالحاضر، لاسيما وأن تربية الصقور وتدريبها علي القنص ما زالت تجري على حالها في سفح الوادي أمام القصر، بالضبط كما كان يمارسها أمراء ونبلاء بافاريا في الأزمنة الغابرة. مزرعة الصقور الشهيرة في القرية تسمى بورغ هوهن أشاو، وهي مزرعة ورثها الأبناء عن الأجداد. يصطف المشاهدون فيها كل صباح لرؤية صاحبها الصقّار يوهانز لينهرت وهو يستعرض قدراته الفائقة في تدريب وترويض الصقور حتى تصبح جاهزة للصيد، وعن ذلك يقول: "إن تربية الصقور وتدريبها يحتاج إلى مدرب ماهر، فالصقر حاد الذكاء وهو يتعرف علي اسمه الذي أناديه به. وتعتبر الأسابيع الأولى في ترويض الصقر حاسمة للغاية في السيطرة عليه، إذ يتوجب علي المدرب ملازمة الصقر أطول فترة ممكنة حتى تنشأ علاقة صداقة بينهما، يبدأ بعدها تدريب الصقر على الوقوف على يد المدرب". ويرى مدرب الصقور البافاري كذلك أن حجب الطعام عن الصقر لفترات متتالية أثناء فترة التدريب هو أمر ضروري حتى يمكن السيطرة عليه بالكامل وجعله مطيعاً للأوامر، ويقول: "لا نقوم بمكافأته بالطعام إلا إذا أظهر تجاوباً مع المدرب"