السيارات الصينية

أصبح وجود السيارات الصينية بمختلف طرازاتها وأحجامها جليا في الطرقات العامة في البلاد أخيرا ودخلت غمار المنافسة المحمومة مع نظيراتها من السيارات الاوروبية و الامريكية و اليابانية و الكورية من خلال حملات تسويقية غير مسبوقة.

واستطاعت طرازات السيارات الصينية أن تجد موطئ قدم لها في السوق المحلية في ظل حملات اعلانية وتسويقية غير اعتيادية لم يعهدها سوق السيارات في البلاد وذلك عندما لمس المصنعون الصينيون ضرورة لذلك على طريق المنافسة في سوق السيارات المحلية والمجاورة أيضا.

ولم تعد الحملة التسويقية (اشتر واحدة واحصل على الثانية مجانا) تقتصر على منظفات منزلية أو أدوات كهربائية بسيطة بل تعدى الامر ذلك الى السيارات أيضا بعد أن تبناها الصينيون في الكويت في إحدى حملاتهم التسويقية لأحد طرازات السيارات.

وعلاوة على ذلك تندرج الحملة التسويقية (كفالة مدى الحياة) ضمن الحملات التسويقية التي تتبناها الشركات الصينية عبر وكلائها في البلاد لتعزيز تواجد السيارات الصينية في السوق المحلية.

وعلى وتيرة الاسعار المرتفعة لخدمات ما بعد البيع من صيانة وبيع لقطاع الغيار عملت الشركات الصينية على استقطاب المستهلكين لسياراتها عبر طرح برامج وعروض تنافسية تشمل جميع خدمات ما بعد البيع.

وقال المدير التنفيذي في احدى الشركات الكبرى في مجال تجارة السيارات عمر القاضي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم إن تمكن السيارات الصينية من دخول السوق المحلية رغم حداثة قطاع صناعة السيارات في الصين يعتبر "ابداعا في العمل والتفكير الاستراتيجي".

وأضاف القاضي أن انتشار السيارات الصينية في السوق المحلي وإن كان واضحا لكنه ما زال "متواضعا وفي بدايته" متوقعا أن تشهد السنوات المقبلة انتشارا أكبر لهذه السيارات في الكويت ومنطقة الخليج على حد سواء مدفوعا بعاملين رئيسيين هما "التنوع و تعدد المواصفات".

وأوضح أن تجربة الصين في صناعات السيارات مختلفة عن نظيراتها الاوروبية والامريكية واليابانية و الكورية "فتلك الدول أنشأت صناعة السيارات لديها من لا شيء قبل أن تتراكم لديها التجارب مع مرور الزمن حتى وصلت الى ما هي عليه الآن".

وذكر أن صناعة السيارات بالصين قامت على مبدأ عمل المقاول الذي يقوم بتصنيع أنواع عدة من الماركات الاوروبية واليابانية في معامل صينية ما ساهم بدفعها نحو الاستفادة من مختلف تجارب الدول وتقنيتها المتقدمة لانشاء صناعتها الخاصة بها بناء على ذلك.

وأوضح أن هناك فئات ومستويات متعددة في مجال الجودة من السيارات الصينية كسائر البضائع الصينية بمعنى انها تناسب القدرات الشرائية المتفاوتة للمستهلكين في مختلف أنحاء العالم لافتا الى أن الشركات الحكومية الصينية تقوم بتصنيع البضائع ذات الجودة العالية جدا مستندة بذلك الى سوق محلي قوي وطلب داخلي عال حيث تباع في الصين وحدها 20 مليون سيارة سنويا.

وبين ان تعريف "السيارة الصينية" لا يبدو صريحا وواضحا خصوصا أن الصين تصنع السيارات اليابانية والكورية والامريكية على أراضيها وتحمل هذه الطرازات من السيارات شهادة منشأ صينية وفي هذه الحالة فإن كمية هائلة من السيارات في طرق الخليج تعتبر صينية.

وقال القاضي إنه استنادا الى ذلك تصنع الصين طرازات غير صينية بأعداد مهولة في حين أن السيارات الصينية بالكامل ما زالت في بداياتها وينتظرها مستقبل واعد في الخليج والكويت.

وعن التنوع في طرازات السيارات الصينية أوضح أن عدد الماركات الصينية في السوق الكويتية يقدر بست ماركات حاليا متوقعا أن يصل الى أكثر من 16 طرازا في المستقبل "ما يفسح المجال أمام المستهلك نحو خيارات عدة ومتنوعة".

وذكر أن الصينيين يركزون بصورة رئيسية على منطقة الخليج العربي ويهمهم جدا تعزيز وتطوير صناعة السيارت ووارداتها الى هذه المنطقة كونها المنصة الرئيسية لسياراتهم قبل اطلاقها في اسواق الولايات المتحدة الامريكية التي تمثل السوق الثاني بالاهمية.

من جانبها قالت مسؤولة المبيعات في احدى الشركات الكبرى لاستيراد السيارات والوكيل لاحد طرازات السيارات الصينية وأصحاب حملة (اشتر سيارة واحصل على الثانية مجانا) إنجي أبو حشيش إن الحملة الاعلانية التي انطلقت في فترة زمنية محددة هدفت الى اطلاع المستهلك الكويتي على فئات مختلفة من السيارات الصينية.

وأضافت أبو حشيش أن هناك فئات من السيارات الصينية "يتوجب على الجمهور الاطلاع عليها ما دفعنا نحو القيام بالحملة الاعلانية آنفة الذكر بهدف تعريف المستهلكين بتلك الطرازات من السيارات الصينية حيث قامت الحملة على اعطاء مشتري السيارة الصينية سيارة ثانية لمدة عام كامل.

وحول مدى استقطاب الحملة الاعلانية للجمهور أفادت بأنها اجتذبت المستهلكين بصورة كبيرة من اصحاب الاعمال التجارية الذين وجدوا فيها فرصة لتخفيض تكاليف الانتاج في عملهم ورفع ربحيتهم.

من جانبه قال صاحب إحدى السيارات الصينية احمد أبوعياش إنه فوجئ عندما توجه الى أحد المعارض الصينية لشراء سيارة حيث وجد تنوعا في الخيارات والاحجام من السيارات مثل الصالون والدفع الرباعي والسيارات متعددة الاغراض (اس.يو.في) وحتى سيارات التحميل.

وبسؤاله عن تجربته مع السيارة الصينية التي اقتناها أوضح أبوعياش "أن محرك السيارة ياباني الصنع فيما تميز جهاز التبريد الداخلي (المكيف) ببرودة جيدة" مشيرا الى ان اقتناءه السيارة لم يتجاوز أشهرا عدة.

وأظهرت بعض الارقام غير الرسمية ان صادرات السيارات الصينية الى الدول العربية شهد نموا سريعا في السنوات الاخيرة حيث باتت الدول العربية أهم الاسواق لصادرات الصين من السيارات وبلغ حجم هذه التجارة بين المجموعة العربية والصين حوالي 230 مليار دولار أمريكي عام 2013 بحسب (المنتدى الصيني العربي للسيارات).

وتعتبر الصين الشريك التجاري الاول للكويت حيث بلغ حجم الواردات الصينية الى البلاد 6ر304 مليون دينار في الربع الثاني من العام الحالي حسب بيانات الادارة المركزية للاحصاء.