واشنطن - الجزائر اليوم
تغزو الشاشات الكبيرة عالم السيارات حاليا؛ حيث إنها لم تعد حكرا على الموديلات الفاخرة، بل بدأت تقتحم فئة السيارات الصغيرة أيضا مثل رينو Clio.وأوضح يان بورجارت، من شركة الاستشارات الاستراتيجية Berylls، قائلا: "من الملاحظ أن هناك عدد كبير من العملاء أصبحوا يهتمون حاليا بمقاسات الشاشة المتوافرة في السيارة بنفس أهمية عدد أسطوانات المحرك، علاوة على وجود تحول كبير في الأولويات بدءا من الهاتف الذكي".
وقد استجابت شركة بيتون Byton الصينية لهذه التحولات الكبيرة في اهتمامات العملاء منذ عامين، وأصبحت صاحبة الرقم القياسي الحالي لحجم الشاشة.ووفقا لبيانات الشركة الصينية فإن الأمر لا يقتصر حاليا على وجود شاشة بعرض السيارة بالكامل، ولكن توجد أيضا شاشة لمسية في المقود وعلى النفق الأوسط.
وترغب شركة مرسيدس حاليا في سرقة الأضواء من الشركة الصينية من خلال تجهيز سيارتها EQS الجديدة بشاشة كبيرة؛ حيث أعلنت الشركة الألمانية عن إطلاق سيارتها الكهربائية الجديدة، البديلة لسيارات الفئة S، خلال النصف الثاني من العام الجاري.وأوضح رئيس قسم التصميم جوردين فاجنر أن لوحة القيادة تأتي بسطح زجاجي بالكامل ممتد، يوجد تحته ثلاث شاشات مدمجة مع بعضها البعض.
وأعلنت شركة بي إم دبليو أن الجيل التالي من نظام iDrive، سيقوم بتغيير مفهوم التشغيل الخاص خلال هذا العام بعد مرور 20 عاما على إطلاقه، وذلك عندما تقوم الشركة الألمانية بطرح السيارة iX الكهربائية والمزودة بشاشة XXL بدلا من الأزرار والمفاتيح، حتى أنها تمتد إلى منتصف السيارة.
ولا يتوقف الأمر على مساحة الشاشة فحسب، والتي يصل في سيارة مرسيدس إلى 5ر2 متر مربع، ولكنه يرتبط بعمق العرض أيضا، ولذلك كشفت شركات السيارات العالمية والشركات المغذية لصناعة السيارة عن طريقة العرض ثلاثي الأبعاد؛ حيث تظهر الرسومات الملاحية بشكل ثلاثي الأبعاد عن طريق تأثيرات العمق في سيارة مرسيدس من الفئة S الجديدة دون الحاجة إلى ارتداء نظارة خاصة للمحتويات ثلاثية الأبعاد.
وأعلنت شركة كونتيننتال المغذية لصناعة السيارات عن تطوير شاشة ثلاثية الأبعاد بالتعاون مع الشركة الناشئة Leia الأمريكية، ومن المقرر البدء في الإنتاج القياسي لهذه الشاشة خلال عام 2022. وتقوم هذه الشاشة بإظهار مشاهد المدينة بشكل مجسم في خريطة الملاحة، كما يتم تصوير الشخص المتصل كأنه رسوم متحركة يمكن مسكها، وبدلا من الإرشادات التحذيرية البسيطة تظهر علامة التوقف فجأة على الشاشة في حالة التعرض للمواقف الخطرة.
ومن مزايا الشاشات الكبيرة أنها تتيح أخيرا للراكب الأمامي الاستفادة من عالم المعلومات والترفيه؛ حيث كان يتم استبعاده إلى حد كبير من برنامج الترفيه المتوفر على متن السيارة، باستثناء شاشات الرؤية المزدوجة Dual-View، والتي تظهر صورا مختلفة اعتمادا على زاوية الرؤية.
ولم يعد الراكب الأمامي مضطرا الآن إلى التحديق جانبا أو الاكتفاء بشاشة صغيرة على غرار موديلات فيراري؛ حيث تتضمن سيارة بورشه Taycan شاشة بنفس القياس للراكب الأمامي، وأصبح يتوفر له نطاق خاص من الإلكترونيات في سيارة بيتون M-Byte أو الشاشة الكبيرة بسيارة مرسيدس EQS.
ولا تقتصر مزايا الترفيه للراكب الأمامي على السيارات الكهربائية من الفئة الفاخرة، بل تشتمل سيارة ستروين C4 الجديدة على مقصورة قيادة تقليدية، ولكنها تمتاز بدرج ذكي فوق صندوق التابلوه، والذي يتيح للراكب الأمامي تثبيت حاسوب لوحي بشكل آمن ضد التصادم، كما أنه لا يؤدي إلى تشتيت انتباه قائد السيارة.
وعلى الرغم من أن الوظائف الرقمية المتطورة توفر الكثير من الترفيه على متن السيارة، كما أنها توفر بعض العناصر الجمالية الجديدة والمعاصرة، غير أن هناك بعض الانتقادات لهذا الاتجاه الشائع حاليا؛ نظرا لأن التركيز في الشاشات اللمسية يتسبب في تشتيت الانتباه، علاوة على أن التخلي عن الكثير من المفاتيح والأزرار يُصعب من عملية الاستعمال.
وأوضح الباحث جودو ماير أرينت، المتخصص في بحث الواجهة بين الإنسان والآلة في شركة كونتيننتال المغذية لصناعة السيارات، أن السلامة تأتي في المقام الأول دائما، ويظل أهم هدف لعمليات التطوير هو التفاعل بدون تشتيت انتباه قائد السيارة، وطالما أن قائد السيارة هو المسؤول عن أمان وسلامة القيادة، فيجب أن يظل انتباهه منصبا على الطريق.كما أنه طالب بضرورة أن يتم تفعيل الوظائف المرتبطة بالسلامة مثل مساحات الزجاج الأمامي ومجموعة أضواء التحذير وتجهيزات الإضاءة بواسطة عناصر تشغيل مادية وملموسة.
قــــــــــــــــــــــــــد يهمــــــــــــــــــــــك ايضـــــــــــــــــــــــــــــــــــا
"بي إم دبليو i4" الكهربائية تنكشف في صور تجسسية